مدينة نابلس، الواقعة في شمال الضفة الغربية لفلسطين، تتميز بموقع استراتيجي مميز جعل منها قلعة إستراتيجية عبر العصور. تبعد نابلس حوالي 70 كيلومتراً شمالي شرقي القدس، وترتفع نحو 550 متراً فوق مستوى سطح البحر، مما يعطيها منظراً طبيعياً رائعاً. تحدُّ المدينة من الشمال جبل عيبَال، ومن الغرب منطقة الوادي الكبير المعروفة بوادي قانا، ومن الشرق جبل جرزيم. هذا الموقع المركزي جعل نابلس مركزاً هاماً للتواصل التجاري والثقافي بين مختلف المدن الفلسطينية والإقليمية.

منذ القدم، لعبت نابلس دوراً محورياً في التاريخ الفلسطيني. فقد كانت جزءاً من طريق الحرير القديمة، كما مر بها سكة حديد الحجاز الشهيرة التي تربط دمشق بالمدينة المنورة، والتي تم بناؤها تحت الحكم العثماني في القرن التاسع عشر الميلادي. وهذا يشهد على أهميتها التجارية والحضارية منذ زمن بعيد.

يتمتع المناخ في نابلس بتنوع كبير يلعب دور مهم في كونها ملاذاً جذاباً للسكان والأعمال الزراعية المحلية. ففي الصيف تكون درجات الحرارة معتدلة بينما تشهد الشتاء برودة قاسية بسبب تساقط الثلوج بكثافة. متوسط هطول الأمطار سنوياً في نابلس يصل إلى حوالي 600 ميليمتر، وهو عامل مؤثر بشكل مباشر في خصوبة التربة وفي تطوير الزراعة المنتشرة حول المدينة.

بالإضافة لهذه المقومات الطبيعية والاستراتيجية، تعد نابلس موطن لجامعة النجاح الوطنية وهي إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة في البلاد. وقد أسسها مجموعة من رواد الثقافة والفكر الإسلامي عام 1918 لتكون رمزاً لمقاومة الاحتلال وتماسك الشعب الفلسطيني. إن ثراء تراثها الثقافي والمعلم التاريخي مثل كنيسة القديس بطرس الرومانية الأثرية تدعم مكانة نابلس كمصدر إلهام وثروة وطنية وفكرية للشعب الفلسطيني.