تقع مدينة كوبنهاجن، عاصمة المملكة الدنماركية الرائعة، في شمال غرب قارة أوروبا بجوار مضيق أورسوند الشهير والذي يقسم البحر الشمال والبحر البلطيق. هذه المدينة المتنوعة والمفعمة بالحياة تستقر على جزيرتي زيلاند وأماجر، مع وجود مساحات واسعة أخرى تتصل عبر جسور ونقاط عبور طبيعية خلابة. تُعتبر جزيرة زيلاند موطنًا لمعظم التراب البلدي لكوبنهاجن، لتكون بذلك واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في البلاد نظرًا لموقعها المركزي ومرافئها التجارية الحديثة.
تاريخيًا، تعود جذور كوبنهاجن إلى القرن العاشر عندما أسسها الفايكنج كقرية لصائدي الأسماك. ولكن بمرور الوقت، وبعد الفترات الصعبة مثل الحروب والأوبئة، تطورت المدينة لتصبح مركزًا هامًا للتجارة والصناعة. تشتهر كوبنهاجن الآن بثرائها الثقافي الغني؛ فهي تحتضن جامعة اوبنهايم -أكبر مؤسسة أكاديمية في المنطقة- ولديها مكتبة ملكية تضم أكثر من 600,000 مخطوط ومصدر معرفي ثمين آخر. هذا التراث المعرفي جعل منها مركز جذب للباحثين والسياح على حد سواء.
من الناحية السياسية، تعد الدينمارك واحدًا من أقدم الدول الملكيات البرلمانية في العالم، ويتوج نفسها القصر الملكي الشهير الذي يعكس تأثيرات الفن الحديث لعصر النهضة الأوروبي. رغم أنها ليست غريبة على الدمار بسبب الحروب والحوادث الطبيعية، إلا أن روح المدينة قاومت كل تلك العقبات واستمرت في الازدهار والتطور لإظهار جمالها الأخاذ وعراقتها الثقافية الواضحة. إنها حقاً جوهرة خفية تلمع في قلب شبه جزيرة سكندنافيا.
