يتوسط برج إيفل، أحد أشهر معالم فرنسا والعالم، وسط ضفاف نهر السين الخلاب في باريس، تحديداً في الجزء الشمالي الغربي من الحديقة المعروفة باسم "Champ de Mars". يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر ليُصبح منذئذ رمزاً عالمياً للحلم الإنساني والإنجازات الهندسية.
تم تشيد هذا العملاق الفولاذي وفق تصميم غاستون إيفل في العام ١٨٨٧ وانتهت أعمال الإنشاء بعد فترة وجيزة بلغت ٢٢ شهر فقط - وهي سرعة مذهلة بالنظر للتكنولوجيا المتوفرة حينذاك. يرتفع البرج بطول يصل إلى نحو ٣٣٠ متراً مما صنفه كمعلم سياحي رئيسي ليس فقط ضمن حدود دولة واحدة بل عبر مختلف دول العالم أيضًا! إنه أعلى معلم بشري طويل العمر بني خصيصاً لأجل معرض عالمي وقد نجح بالفعل بأن أصبح ثالث أكثر المواقع شعبية لجذب السياح بعد سور الصين العظيم ومتحف اللوفر بنفس المدينة المضيفة.
لا تقتصر أهمية برج إيفل على دوره كموقع جذب سياحي فحسب، فقد كان دائمًا موطنًا لعدد كبير من التجارب البحثية والتطبيقات العملية المثيرة للاهتمام. فضلاً عن أنه مركز لبث إذاعة تلفزيونية وإرسال راديو داخلي وخارجي وعروض موسيقية متنوعة وألعاب نارية خلابة أثناء الاحتفالات الوطنية المختلفة. كما يأسر قلوب مرتاديه بروعة التصميم المبتكر والذي يشمل مطعمان فاخران يجلس أحدهما على مستوى الـ٩٥ متر بينما الآخر يداعب سماوات الـ١١٥ متر. ويتولى تزويد جميع مستويات هذا الصرح الفريد آلاف المصابيح ووصلات الكهرباء المحكمة تنفيذًا والتي تطورت فيما مضى لنظام ذكي لإطفاء الأنوار غير المستعملة حفاظًا على الطاقة.
وعلى الرغم من كثرة القصص والشائعات المتعلقة بإمكانية تحلل المعدن الداخلي للبرج خلال العقود المقبلة إلا أنها تبقى مجرد تكهنات نظرية ولم تتم تأكيدها بأي حقائق علمية مثبتة حتى اليوم. وعلى أرض الواقع فإنَّ عمليات ترميم وصيانة دورية منتظمة تضمن سلامته البيئية والتشغيل الآمن لمنطقة الحوض الكبير الخاص بعرض النيران الملونة الرائعة أسفل المنشأة الشهيرة. يبقى برج إيفل شاهداً حيّا للإبداع البشري وتطور الفنون الجميلة واتساع مواهب الإنسان عبر التاريخ الحديث والمعاصر سواء لناحية جمال الديكور الخارجي أو دقة هندسة البنية الداخلية.
