تعتبر مدينة هوليوود الواقعة غربي الولايات المتحدة الأمريكية وجهة عالمية مشهورة لنجوم السينما وصناعة الترفيه منذ عقود طويلة. هذا الاسم المتداول يرتبط بشكل وثيق بصناعة السينما العالمية ويحمل تاريخًا حافلًا بالإبداع الفني والتطور التقني الذي غير مجرى الثقافة المرئية للبشرية.
تقع هوليوود ضمن حدود مدينة لوس أنجلوس الكبرى، ولكن اسم "هوليوود" يشير تحديدًا إلى منطقة مخصصة لصناعة السينما والمواقع المرتبطة بها مثل الاستوديوهات الشهيرة ومكاتب الإنتاج ومدارس الفنون. يرجع أصل التسمية إلى فترة مبكرة عندما كانت المنطقة عبارة عن مستوطنة صغيرة سميت "Hollywood Land"، والتي تحولت مع مرور الوقت لتُصبح المعقل الرئيسي لأعمال السينما والدراما حول العالم.
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، بدأ العديد من المنتجين والممثلين الانتقال إلى هذه البقعة النائية بحثاً عن المناخ الدافئ ومناظر الطبيعة الخلابة التي توفر خلفيات مثالية لمشاهد أفلامهم الصامتة آنذاك. تضاعفت أهمية المكان بعد اختراع تقنية التصوير الصوتي عام 1927 مما جعل الاستقرار هنا أكثر جاذبية بسبب المساحات الواسعة المناسبة لإقامة الحفلات العامة وعرض الأعمال النهائية أمام جمهور كبير مباشرةً عقب انتهاء عمليات التصوير.
مع انتشار صناعة السينما وتزايد شعبيتها واتساع رقعة أعمال المنتج الأمريكي هاري كون، تعددت استديوهات إنتاج الأفلام وانتشرت محلات بيع معدات تصوير فوتوغرافية وغيرها من متطلبات عمل الوسط السينيمائي في كل ركن من الزوايا القريبة منه مما شجع المزيد من المواهب الجديدة على الهجرة إليه وإثراء مشهدها الفني الغني بالأحداث والإنجازات اللافتة للعين والعقل كذلك.
وفي سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية شهدت هوليوود عصراً ذهبيّاً آخر تحت مظلة شبكة تلفزيون NBC إذ حصلت المدينة النابضة بالحياة على فرصة جديدة لعرض قدرتها الإبداعية عبر قنوات تلفزيونية مختلفة رسمياً لأول مرة وذلك نتيجة تطورات تكنولوجية ودعائية هائلة حققت نجاحاً باهرًا وقدمت شهرة واسعة لنجماتها الشبابيات الجدد وهويتهم الخاصة كنموذج ملازم لقوة ثقافية عالمية شامخة حتى يومنا الحالي!