بدأ تطور الإنترنت مع بذرةٍ زرعتها أفكار عباقرة العصر الرقمي منذ ستينيات القرن الماضي. يعود الفضل أساسًا إلى الدكتور ليونارد كلينروك الذي طرح مفهوم "النظام المتصل" في عام ١٩٦١، مما مهد الطريق لترابط الأنظمة الحاسوبية تحت مظلة واحدة. ومع مرور الأعوام، شهد هذا المشروع خطوات ثابتة نحو التحقق العملي بعد عقدٍ من المناقشات والمخاضات البحثية المكثفة.
في أغسطس ١٩٦٩، انتقلت الفكرة من نقاشات غرف الاجتماعات إلى الواقع عندما طورت جامعة كاليفورنيا بلفيلر ("ARPAnet") - وهي منظمة تابعة لهيئة البحوث الدفاعية الأمريكية آنذاك - نظام تبادل معلومات يسمح باتصالات مباشرة عبر مسافات طويلة لأول مرة. وفي يوم ٢٩ أكتوبر من نفس السنة، شاهد العالم التاريخي الأول لرجل يقوم بارسال رساله عبر الشبكه. كانت تلك لحظة عابرة ولكن ذات تأثير عميق وأسس لبداية حقبة جديدة من التواصل العالمي.
ومهما يكن الاعتراض حول هوية مبتكر الإنترنت الحقيقي، فإن ثنائياً علمياً شاخصان يستحقان الاحترام الخاص؛ وهما راي توملينسون وفينتون سيرف الذين طوروا البروتوكول الرئيسي للإنترنت المعروف باسم TCP/IP والذي يعمل كنظام اتصالات أساسي داخل شبكة الانترنت العالمية حاليتها. وعلى الرغم من محدوديته آنذاك مقارنة بطموحات المستقبل الواعدة، إلا أنه قدم الأساس المناسب لسلسلة مستمرة من التقدم التكنولوجي الذي فتح آفاق غير مسبوقة أمام البشرية جمعاء.
وفي حين ظلت خدمات الإنترنت المبكرة مقصورة نسبيا على المؤسسات الأكاديمية والعسكرية والحكومية، شهد الثمانينات انطلاقة شعبية لهذه التقنية الناشئة بفضل انتشار مودمات السرعة الأعلى وإدخال تكنولوجيا نظم اللوحة الإعلانية (BBSs). أدت ظهور مثل هذه المنتديات الافتراضية إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد ممن كانوا مهتمين باستكشاف واستثمار مواهبهم الرقمية المتنامية. وقد بلغ نموذج العمل التجاري ذروته برؤية شركات رائدة مثل CompuServe وAOL تسعى لجذب قاعدة مشتركي واسعة النطاق مقابل اشتراكات دورية مدفوعة الأجر.
لم يشهد الإنترنطنقطة تحوله المفصليه الا عند دخوله اوساط المجتمع المدني العريض بصورة ملحوظه خلال التسعينيات وما بعدها مباشرةً ؛ حيث أتاحت تصاميم واجهات المستخدم سهله التعامل مع مواقع الويب الغير تقليديه فرصة الوصول الى اكبر جمهور ممكن بدون حاجه لخبره فنيه خاصه او خلفيه عاليه فى علوم الكمبيوتر . ومن هنا أخذت الأمواج الرقميّة تغزو كل ركن وزاوية للحياة الحديثة ، سواء أكانت متعلقة بالتعليم أم الأعمال التجارية أم مجرد الاستجمام الترفيهي . بل تجاوز دوره كمساعد مفيد إلي إنشاء مجتمع افتراضي قائم بذاته ضمن حدود cyberspace الخاصة به !
واليوم, اصبح للإنترنتنضور هائل فى تشكيل مجرى الحياة الإنسانيه , فهو ليس فقط وسيلة توصيل امنه وآمنة لمختلف أنواع المعلومات بل أيضاً مصدر رئيسى لتحقيق مكاسب اقتصاديه كبيره ومصدر إلهام ثقافي وفكري للأجيال الصاعدة ولذلك فانه بحق ملك للعصور الحديثه!
