رحلة التطور: مسيرة الإنترنت من لحظاتها الأولى حتى عصرنا الحديث

بدأ ظهور الإنترنت فعليا خلال الستينيات عندما بدأت تجارب نقل البيانات بين كمبيوترات مختبر لينكولن بجامعة هارفارد ومختبر لوس ألاموس الوطني تحت رعاية وزا

بدأ ظهور الإنترنت فعليا خلال الستينيات عندما بدأت تجارب نقل البيانات بين كمبيوترات مختبر لينكولن بجامعة هارفارد ومختبر لوس ألاموس الوطني تحت رعاية وزارة الدفاع الأمريكية. كان هدف هذه التجارب هو إنشاء شبكة يمكن أن تعمل باستمرارية رغم سقوط جزء منها بسبب هجمات محتملة.

وفي ستينيات القرن الماضي أيضا، طور الدكتور ليروك، وهو عالم كمبيوتر أمريكي، تقنية تسمح لنظام الكمبيوتر بإعادة توجيه الرسائل عند تعذر الوصول إليها بشكل مباشر - وهي التقنية التي تعرف اليوم باسم "الحزمة" والتي تعتبر أساس بنية الإنترنت الحديثة.

ومع دخول سبعينيات وثمانينيات القرن نفسه، شهدت الإنترنت نمواً مطرداً. فقد بدأ استخدام TCP/IP، وهو نظام يسمح للأجهزة المتصلة بالشبكة بالتواصل بغض النظر عن أنواعها المختلفة. وهذا الحدث مهم لأنه مهد الطريق أمام جعل الإنترنت خدمة عامة مفتوحة لكل من يحتاجها وليس فقط للجيش والمؤسسات الحكومية الأخرى.

وفي عام ١٩٨٥, استطاعت الجامعات والشركات الخاصة الانضمام رسميًا لاستخدام الإنترنت مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المستخدمين. لكن هذا الزخم حقًا جاء مع قدوم التسعينيات بطرح مشروع "World Wide Web"، والذي اخترعه تيم بيرنر لييس بينما يعمل باحثًا في CERN بسويسرا سنة ١٩٨۹. سهّل هذا النظام رقمنة النصوص والإشارات التشعبية والصور وأعطى شكلا أكثر غنى لتفاعلات الأفراد عبر الشبكة.

اليوم، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت حوالي ٢٫٦٣ مليار شخص حول العالم بناءً على آخر إحصاءات منظمة الأمم المتحدة. لقد تغير شكل الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية بصورة جذريّة نتيجة انتشار الإنترنت الواسع النطاق وانتقال الكثير من الأنشطة البشرية المعتمدة منه مثل التعليم الإلكتروني والتسوّق والاستثمارات المالية عبر الحدود الجغرافية بلا حدود تقريبًا. إنها شبكة تربط بين كل شيء وكل شخص - شبكة تشهد توسعا مستمرا مع ابتكار تكنولوجيات جديدة ومعرفة كيفية استغلال القدرات غير المستغلَة لديها بالفعل.


سنان التلمساني

19 Blog posting

Komentar