- صاحب المنشور: الكتاني بن داوود
ملخص النقاش:
يسلط هذا المقال الضوء على تأثيرات الذكاء الاصطناعي (AI) على سوق العمل العالمي. حيث يناقش كيف تعمل التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل طبيعة الوظائف وسبل التوظيف.
مع تقدم تقنيات التعلم الآلي والروبوتات، أصبحت العديد من المهام التي كانت سابقا حكرا على البشر قابلة للأتمتة بكفاءة عالية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة داخل المؤسسات، ولكنه أثار أيضا تساؤلات حول مصير العمالة البشرية.
أحد الجوانب الرئيسية لهذا التحول هو إزاحة بعض الأدوار الوظيفية التقليدية. فالآلات قادرة الآن على أداء مهام روتينية ومتكررة بشكل أكثر فعالية ودقة مما يمكن للأفراد تحقيقه. وهذا يشمل وظائف خدمة العملاء الروتينية، وكذلك عمليات إدخال البيانات البسيطة.
تحسين جودة الحياة
ومع ذلك فإن هذه التحولات تحمل فوائد عميقة كذلك. فهي تساعد على خلق فرص عمل جديدة أكثر تعقيدا وأطول مدى، خاصة تلك المتعلقة بالتطوير والصيانة والدعم التقني لهذه الأنظمة الآلية. كما أنها تعزز مجالات مثل الأمن السيبراني والخصوصية، وهي علوم لم تكن موجودة قبل قرن واحد فقط.بالإضافة لذلك، فإن طبيعة العمل تتغير؛ فقد بدأ أصحاب الأعمال في البحث عن موظفين لديهم مهارات اجتماعية وقابلة للتكيف أكثر، إذ إنهم يفضلون التعامل مع أفراد قادرين على فهم احتياجات العملاء المتغيرة باستمرار والتواصل معهم بطريقة فعالة. وهذا يتطلب نوع مختلف من التعليم والتدريب.
وعلى الرغم من احتمال فقدان عدد كبير من الناس لوظائفهم بسبب الأتمتة، إلا أن هناك الكثير ممن سيستفيدون من المهارات الجديدة التي ستظهر نتيجة لذلك. وسيصبح دور الإنسان أكثر تركيزا على حل المشكلات الاستراتيجية واتخاذ القرارت الأخلاقية والإدارية، وهو أمر لن تتمكن الأجهزة من القيام به بعد.
في الختام، يبدو واضحا بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر جذريا على طريقة تفكيرنا بشأن العمل في المستقبل المنظور. ومن الضروري أن يستعد العمال وصناع السياسات لهذا الواقع وأن يطوروا استراتيجيات لاستيعاب هذا التغيير وضمان مشاركة عادلة في الفوائد الاقتصادية الناتجة عن عصر جديد من التقدم التكنولوجي.
