- صاحب المنشور: ملاك الهاشمي
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، ملأت التقنيات الجديدة حياتنا اليومية وأحدثت تحولات عميقة في بنية الأسرة وتفاعلاتها. تتنوع هذه التحولات بين الإيجابية والسلبية، حيث تقدم لنا وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال اللاسلكي العديد من الفرص للتواصل والتواصل مع الأقارب والأصدقاء بغض النظر عن المسافات الجغرافية. ولكن هذا الانفتاح الرقمي قد يأتي بتكلفة عاطفية واجتماعية.
من جهة، يمكن لهذه الأدوات التقنية تعزيز الروابط الأسرية عبر تمكين أعضاء العائلة المقيمين بعيدًا من البقاء على اتصال وثيق باستخدام مؤتمرات الفيديو والبريد الإلكتروني ورسائل الوسائط الاجتماعية المختلفة. كما توفر تطبيقات الرعاية الصحية والمراقبة المنزل الذكية دعمًا غير مسبوق لأفراد الأسرة الأكبر سنًا أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
التحديات الناجمة عن التكنولوجيا
- انخفاض جودة الوقت المشترك: غالبًا ما يستغل أفراد الأسرة أجهزتهم الشخصية خلال وقت الراحة المشتركة مما يؤدي لانعدام الفعالية والعزلة داخل الأسرة الواحدة.
- سوء استخدام المعلومات والبيانات: إن عدم الحذر عند التعامل مع البيانات الشخصية عبر الإنترنت يجعل الكثير منها معرض للخطر ويتعرض للإساءة المحتملة.
- الإدمان وفقدان التركيز: تطوير الهوس بالإنترنت وإهمال الحياة الواقعية يقوّض قدرة الأفراد على القيام بمهامهم بشكل فعال ويضعف صحتهم النفسية والجسدية وقد يهدد استقرارهم الأسرى.
إمكانيات مستقبلية لحل القضايا المتعلقة بالتوازن الصحيح لاستخدام التكنولوجيا ضمن نطاق البيت الحديث:
- تعليم الأطفال والشباب حول الاستخدام الآمن والمعقول للأجهزة الرقمية منذ سن مبكرة: يشمل ذلك فهم قواعد حماية خصوصياتهم واستغلال تلك التقنيات بطريقة بناءة ومثمرة دون تضرّر لعلاقاتهم الشخصية والحميمية داخل البيت وخارجه أيضًا.
- تشجيع أخذ فترات راحة رقمية منتظمة لأفراد الأسرة كافة: أي تحديد ساعات محددة يومياً لوضع كل الشاشات جانباً لبناء المزيد من الترابط البدني والعاطفي فيما بينكم جميعاً.
- دعوة الجميع للمشاركة في نشاطات مفيدة خارج حدود الشاشة كالقراءة والقراءة بصوت عالٍ وممارسة الرياضة الخفيفة وغيرها من المناسبات التي تجمعكم سوياً لتجدوا فرص جديد للنقاش المفتوح والاستمتاع بحضور بعضكم البعض فعلياً وليس افتراضيّا فحسب!
وبينما تستمر تكنولوجيتنا بتطور دورها المؤثر -إما بالمضي قدمًا نحو تشكيل روابط أقوى أم بإقصاء حضورنا الطبيعي جرَّاء إدمان رقمنة تفاصيل حياة بأسرها- فإن دعوة المجتمع للاستجابة لهذه الظاهرة باتجاه أكثر توازن وصحة هي خطوة جديرة بالإنجاز لصالح سعادة عائلات المستقبل!