تُعتبر هضبة التبت، المعروفة أيضًا باسم هضبة تشينغهاي-التبت أو هضبة الهيمالايا، أعلى هضبة في العالم. تقع هذه المنطقة المرتفعة بشكل استثنائي في جنوب غرب جمهورية الصين الشعبية، وتمتد عبر مساحة هائلة تقدر بحوالي 2.5 مليون كيلومتر مربع. تنفرد هضبة التبت بارتفاع متوسط مذهل يصل إلى 4,828 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو الأمر الذي اكتسب لها لقباً مشهوراً وهو "سقف العالم".
وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى موقعها الهام جغرافياً، إذ أنها تحيط بسلسلة جبلية شاهقة تتمثل في جبال الهيمالايا من جهة الجنوب والجنوب الغربي، وجبال كونلون من الشمال. هذا الوضع المتفرد جعل منها خزاناً طبيعيًا للغبار والجليد والمياه، مما يؤثر بدوره في المناخ والأحوال المناخية لمناطق واسعة أخرى بالقرب منها.
ويرجع سبب هذا الارتفاع الخلاب إلى ظاهرة جيولوجية فريدة تحدث تحت الأرض مباشرة. ففي منطقة التقاء الصفائح القارية والتكتونية، حدثت حركة عمودية عميقة دفعت بتراكيب وصخور بعيدة المدى نحو الأعلى بما يقارب 5 مليمترات كل عام لمدة ملايين السنين. وهذا النشاط التكتوني المكثف قاد إلى ولادة طبقات جديدة من صخور متحولة ورملية، وأدى بالتالي لتكون هضبة التبت الضخمة وزيادة مكانتها بين مواقع الأرض البارزة الأخرى.
تشكل معدل سمك قشرتها الأرضية أكثر من 80 كم خاصية بارزة أخرى لهضبة التبت الفريدة. فهي ليست مجرد مرتفع عظيم ولكنه بمثابة قلب ديناميكي دوّار يدعم الحياة في العديد من المحاصيل والنباتات المختلفة رغم البيئة القاسية هناك. يعكس وجود تجمعات بشرية صغيرة ولكن ثابتة داخل حدودها قدرة الإنسان والاستعداد للتكيف حتى وسط أصعب الظروف الطبيعية.
الهضاب بشكل عام تعتبر مناطق أرض مثالية ومستوية نسبياً ذات ميل طفيف ناحية مركزها الخارجي الواضح. إلا أن هضبة التبت تبدو مختلفة حقاً نظرًا للحجم الهائل لأبعادها وشكلها غير المنتظم بعض الشيء عند التقسيم. إنها ليست فقط أعلى نقطة برية على وجه الأرض بل كذلك واحدة من أهم الأسرار الجيولوجية والعلمية للعالم الحديث.
