• صاحب المنشور: لقمان بن بركة
  
  ملخص النقاش:
  في خضم الأزمة العالمية التي سببها وباء كوفيد-19، أصبح التحول إلى التعلم الإلكتروني ضرورة ملحة. هذا الانتقال لم يكن سهلاً بسبب العديد من التحديات الفنية والاجتماعية والثقافية. أولاً، هناك القضايا التقنية المتعلقة بالوصول العادل والمستمر للإنترنت، حيث قد يواجه الطلاب الذين يعيشون في مناطق ريفية أو ذوي الدخل المنخفض صعوبات بسبب محدودية البنية الأساسية الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، التكيف مع أدوات البرمجيات الجديدة يمكن أن يشكل عائقًا كبيرًا لكلا من المعلمين والطلاب على حد سواء، خاصة بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم خلفية تقنية قوية.

ثانياً، هناك الجوانب الاجتماعية والنفسية لهذا التحول. الدراسات تظهر أن الكثير من الأطفال والشباب يشعرون بالعزلة والتباعد الاجتماعي بعد فقدان الزمالة الشخصية والحميمية الموجودة في البيئة المدرسية التقليدية. هذه المشاعر قد تؤدي إلى مشاكل مثل الاكتئاب وانخفاض الروح المعنوية بين الشباب. كما أن غياب التواصل الشخصي المباشر والتغذية المرتجعة الفورية يمكن أن يضعف جودة العملية التعليمية والتعليم الذاتي.

وأخيراً، هناك القضايا الثقافية والدينية ذات الصلة بالأسر العربية والإسلامية التي تعتبر الزمن الذي يقضيه أمام الشاشات أمر غير مرغوب فيه، مما يؤثر أيضاً على استقبال وتقبل فكرة التعلم عبر الانترنت.

للتغلب على هذه التحديات، تحتاج المدارس والأسر والجهات الحكومية إلى العمل جنباً إلى جنب لتوفير بيئات تعليم رقمية داعمة ومتكاملة. يجب التركيز على زيادة الوصول العادل إلى الإنترنت, تدريب المعلمين والطلاب على استخدام الأدوات الرقمية بكفاءة, توفير حلول لدعم الصحة النفسية والعاطفية, بالإضافة إلى بناء ثقافة أكثر قبولاً ومشاركة حول أهمية التعلم الإلكتروني ضمن المجتمع المحلي.