القزم البني: خصائصه وأسرار وجوده الغامضة

يمثل القزم البني ظاهرة مثيرة للاهتمام في عالم الفلك، فهو كائن فلكي غامض بين النجوم والكواكب. يمتاز هذا النوع من الأجرام بالسواد الشديد بسبب درجة حرارة

يمثل القزم البني ظاهرة مثيرة للاهتمام في عالم الفلك، فهو كائن فلكي غامض بين النجوم والكواكب. يمتاز هذا النوع من الأجرام بالسواد الشديد بسبب درجة حرارة سطحه المنخفضة، والتي تتراوح عادةً بين -220 إلى 550 درجة مئوية وفقًا لمنظمة ناسا الفضائية. يُصنف القزم البني ضمن أصغر أجسام ساخنة مرئية في مجرتنا درب التبانة.

يتشكل القزم البني عندما تستنزف كتلة الغبار والغاز في محيط نجم شاب طاقته اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي التي تحدث عادة خلال نشأة النجوم. ونتيجة لذلك، لم يصل وزن هذه الأجرام إلى الحد الكافي لتكوين قلب مصهور ومشتعلاً كالنجوم المعتادة. ومع ذلك، فإن بعض الأقزام البنية الضخمة بما يكفي قد تبدأ اندماج الهيليوم بعد فترة طويلة نسبياً مقارنة بالنجم العادي.

تعرف البشرية بالقزم البني منذ عام ١٩٩٥ فقط حين اكتُشف أول واحد بواسطة علماء الراديو باستخدام تقنيات متقدمة. وتتنوع خصائصها بشكل كبير اعتماداً على كتلتها وحالتها الداخلية. فالبعض منها لديه توهّج قليل جداً ويبلغ قطرها نحو ٢٠٪؜ من الشمس بينما الآخر أكثر سخونة وأكبر حجماً مثل ألفا سنتوري سي.

تعد دراسة الأقزام البنية هامة لفهم البيئة المبكرة للمجرة وتطور النظام الشمسي نفسه إذ تشير الأدلة العلمية أنها كانت لها دور رئيسي في مرحلة مبكرة من تاريخ مجموعتنا الشمسية. بالإضافة لما سبق ذكره فهي تلعب دوراً مؤثراً فيما يسمى بسحب الجزيئات المتكونة حول نجوم الشباب مما يؤثر بدوره على نموها وانتشارها عبر المجرة.

بشكل عام يعد البحث المستمر حول الأقزام البنية أحد أهم مجالات الدراسات الفلكية الحديثة حيث نسعى لاستيعاب المزيد من المعرفة بشأن طبيعة كوننا الغامضة والمذهلة!


عياش بن شماس

8 Blog posting

Komentar