تعد جبال آجا وسلمى إحدى أهم المعالم الطبيعية والتاريخية في المملكة العربية السعودية، وتقع هذه الجبال الاستراتيجية في منطقة عسير جنوب غرب البلاد. يرجع اسم "آجا" إلى الكلمة الآرامية التي تعني "الجبل"، أما "سلمى"، فقد اشتقت من كلمة "سلمة"، والتي تشير إلى البركة والخصب، مما يعكس غنى المنطقة وخصوبتها.
تمثل جبال آجا وسلمى تاريخاً طويلاً وعلاقة عميقة بين السكان المحليين والبيئة المحيطة بهم. كانت القبائل البدوية تسكن هذه المناطق منذ القدم، واستخدمت الجبال كملاذ طبيعي لحماية ماشيتها ومنازلها من العواصف الصحراوية. كما أنها لعبت دوراً محورياً كمحور تجاري استراتيجي، إذ كانت تربط طرق التجارة بين اليمن والعراق عبر نجد والحجاز.
بالإضافة إلى قيمتها البيئية والتاريخية، تتمتع جبال آجا وسلمى أيضاً بقيمة ثقافية كبيرة. تعددت القصائد والشعر الملحمي حول جمال هذه الجبال وروعة المناظر الطبيعية بها، مثلما فعل الشاعر البارز إبراهيم الخفاجي عندما وصفها قائلاً: "أجا سلمى يا خير موطن وأرحم أرجاء". هذا الشعر الشعبي يبرز احترام القبائل لهذه الجبال ويؤكد ارتباطهم الوثيق بها وبذاكرتهم الجمعية.
في الختام، فإن تسمية جبال آجا وسلمى تحمل معاني متعددة تتعلق بالتراث الثقافي والتاريخي للمملكة العربية السعودية. إنها شهادة حية على مدى تعلق الإنسان السعودي بالأرض والمكان وتعزيز الروابط الأسرية المتشابكة داخل مجتمعاتهم.
