تتميز المملكة العربية السعودية بموقعها الجغرافي الفريد وتنوع تضاريسها مما يعكس تنوعاً كبيراً في مصادر المياه التي تعتبر حيوية لاستدامة النشاطات الاقتصادية والصناعية المختلفة بالإضافة إلى الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين. تُعدّ هذه الموارد جزءاً أساسياً من البنية التحتية للبلاد وترتبط ارتباط وثيق باستراتيجيات التنمية المستدامة. سنستعرض هنا بشكل مفصل الأنواع الرئيسية لهذه المصادر ونحدّد الأثر البيئي والاقتصادي لها.
1. مصادر مياه الأمطار: تشكل هذه المصدر الرئيسي للحفاظ على مستويات المياه الجوفية وتعزيز النظم الإيكولوجية المحلية. تتمتع معظم مناطق المملكة بنمط هطول أمطار موسمي يتمثل عادة خلال فصل الشتاء وبدرجة أقل في بعض المناطق الجنوبية خلال الربيع والخريف. تتجمع مياه الأمطار في المسطحات الطبيعية مثل الواحات والأودية والجبال لتكوين مسطح كبير نسبياً أثناء فترات العاصفة الغزيرة. وقد أدى نقص تواتر هطول الأمطار في السنوات الأخيرة إلى زيادة الاعتماد على مصادر بديلة.
2. المياه الجوفية: تعد المياه الجوفية مصدرًا رئيسيًا آخر يوفر أغلبية إمدادات المياه داخل البلاد. تغطي طبقات المياه الجوفية واسعة الانتشار شبكة تحت الأرض تمتد عبر صحاري وشبه جزيرة العرب. يتم استخراج هذا النوع من الماء باستخدام الآبار الدائمة والتي غالباً ما تكون عميقة جداً نظرًا لانخفاض نسبة تواجد الماء فيها مقارنة بسطح الارض الخارجي مباشرةً. هناك نوعان رئيسيان لمياه الآبار هما "مياه الطبقة الأولى" وهي القريبة من سطح التربة ويمكن الوصول إليها بوسائل تقليدية بسيطة ، بينما تستلزم "مياه الطبقة الثانية" العمق الكبير واستخدام معدات متخصصة لإنتاجيتها بكفاءة عالية. ومع ذلك، فإن الاستنزاف الزائد قد يؤدي إلى مشاكل طويلة المدى فيما يتعلق بتوزيع هذه المورد الطبيعي ومنعطفاته الصحيحة لمرحلة إعادة تعبئة جديدة له .
3. تحلية مياه البحر: مع ازدياد الطلب العالمي للمياه العذبة، لجأت المملكة لتحلية مياه البحار كمصدر جديد ومبتكر للإمدادات وذلك بإزالة الملح والمعادن الذائبة الأخرى منها قبل استخدامها للاستجمام المنزلي والري وغيرهما من القطاعات ذات الكثافة السكانية المرتفعة خاصة قرب ساحلها الشرقي والغربي مطلقا بذلك مشروع طموح ساهم كثيراً بتدعيم أسس الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي لدى المواطن السعودي والعيش المستقر فيه منذ بداية القرن الماضي حتى الآن -وأصبح اليوم مركز اهتمام دولي لما يحويه من تطورات تكنولوجية رائدة محليا وعالمياً-. ويعتبر مصنع رأس الخير أحد أهم المشروعات الرائده عالمياً حالياً إذ يقوم بتزويد المدينة المنورة بكل احتياجاتها الملحة بعد نجاح تجارب التشغيل التجريبية عليه منذ انطلاقته عام ١٩٧٦ ميلادية .
4. إعادة تدوير المياه المستخدمة: أثرت جهود ترشيد الإنفاق والاستخدام الذكي للموارِد بما فيها المياه ضمن جدول اجندتها الوطنية الثالثة ٢٠٣٠ نحو نشر ثقافة فعالة لحفظ ندرتها وضمان انتظام سير الأعمال المعتمدة عليها مجتمعيًا واقتصاديًا أيضًا؛ ولذلك تم اقتراح سياسية التقنين وإعادة التدوير ضمن خططه الخمسية للتوسع العمراني الكبير والذي يستهدف بناء مدن صناعية وزراعية بالحرم الشمالي والجنوبي وغرب الجزيرة العربية خصصت لكل مدينة وحداتها المستقلّة لإدارة عمليات اعادة استخدام فضلات المجاري وفواصل الاملاح وغيرها التعامل المكثّف بالمضخات والخزانات الضخمة بهدف ابتكار طرق أكثر صداقة بيئياً وأمن غذائيا أيضا .
وفي ضوء كل تلك الخطوات الإيجابية والتوجهات الحكومية الجديدة لنشر حملات تثقيف عامة حول قيمة جريان نهر الحياة بين الناس وتقدير قدرتهم الفردیة مشترکا فى الحدِّ من عبء الاحتباس الحراري العالمى كتجربة غير مسبوقه فى المنطقة، تسعى الرياض بشغف وحماس لدفع عجلة التقدم العلمي وترسيخ مكانة ريادا للإبداع والابداع الهندسى والحفاظ بالتوازى مع ذلك علماء الأرض والثقافه الإنسانية للعالم أجمعا.
