نهر النيل: أطول أنهار كوكبنا وأكثرها غزارة

يمتد نهر النيل عبر قارتين سبع دول وهي الأطول بين أنهار العالم المعروفة، يمتد لمسافة تقدر بحوالي 6650 كيلومتراً وفقاً للعديد من الدراسات الحديثة. يبدأ

يمتد نهر النيل عبر قارتين سبع دول وهي الأطول بين أنهار العالم المعروفة، يمتد لمسافة تقدر بحوالي 6650 كيلومتراً وفقاً للعديد من الدراسات الحديثة. يبدأ رحلته الطويلة عند منابعه في جمهورية تنزانيا المتحدة ويتدفق شمالاً نحو مصر الزاهرة التي تعتبر البلد الأخير الذي يعبره قبل انضمامه إلى البحر المتوسط. يُعدّ هذا الجرم المائي العملاق شريان الحياة بالنسبة للغالبية العظمى من شعوب حوض النيل، حيث يساهم بشكل كبير في ري وتغذية مساحات واسعة من الأراضي الخصبة وملايين الهكتارات من مزارع المحاصيل الغذائية المختلفة.

يُعتبر تاريخياً رمزاً للحضارة المصرية القديمة ومركزاً لأحد أهم مراكز الحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين. لقد لعب دوراً محورياً في تطوير نظام الري المتقدم الذي ساعد الفراعنة القدماء على بناء الحضارة المصرية القوية والنابضة بالحياة. وفي الوقت الحالي، يستخدم النهر كمصدر رئيسي للمياه العذبة للمدن الواقعة على ضفافه، كما تشكل مياهه المصدر الرئيسي لمعظم دورة الزراعية والصناعات المرتبطة بها مثل إنتاج الكهرباء والتطوير العقاري وغيرها الكثير مما يدعم الاقتصاد الوطني للدول المطلة عليه.

بالإضافة إلى دوره البيئي والاقتصادي البالغ الأهمية، فقد ترك نهر النيل أثراً عميقاً في التاريخ والثقافة والعادات الاجتماعية للشعوب المنتشرة حول مجراه. ففي الثقافتين المصري والسوداني مثلاً، يتمتع النهر باحترام خاص ويحظى بمكانة مقدسة لدى المؤمنين التقليديين الذين ينسبون إليه خصائص روحية ورمزية هائلة بالإضافة لتقديسه لقوة الطبيعة الخلاقة وحكمة الله سبحانه وتعالى. ولا تزال العديد من التقاليد والأمثال والحكايات الشعبية تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل تتحدث كلها عن عظمة وسحر نهر النيل وجاذبيته الغامضة بين الناس منذ القدم حتى يومنا هذا. إن ذكر اسم "النيل" يوحي بنفحات الماضي الجميل وجلال الشعائر الدينية وكذلك جمال المناظر الطبيعية الساحرة والمخزن للأمان والاستقرار لكل من عاشوا وعاشوا بالقرب منه خلال القرون العديدة الماضية ومازالت ذكراه متداولة بين إنسان اليوم أيضاً!


注释