• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  شهدت السنوات الأخيرة ازديادا ملحوظا في استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي. هذا التحول الرقمي ليس مجرد تغيير تقني فقط؛ بل له تأثيرات عميقة ومتنوعة على حياة الشبان الاجتماعية والاقتصادية. من جهة, توفر هذه المنصات شبكة اجتماعية افتراضية واسعة تسمح بالتواصل مع الأفراد حول العالم، مما يعزز الشعور بالانتماء والثقافة المشتركة بين المستخدمين الذين يشاركون اهتمامات مشتركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الوسائط أيضاً تقديم فرص تعليمية وتدريبية عبر البرامج التعليمية والتطبيقات المتاحة مجانا والتي تتيح التعلم الذاتي.

على الجانب الآخر، قد يتسبب الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مشاكل صحية نفسية مثل القلق والإجهاد بسبب الضغط لتحقيق مستويات عالية من التفاعل أو الظهور كشخص ناجح ومُرضٍ للآخرين. كما أثبتت الدراسات أنه يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة العقلية للشباب نتيجة المقارنة المستمرة لأسلوب الحياة الذي يُعرض عليهم مقارنة بأسلوب حياتهم الواقعي. أيضًا، من الناحية الاقتصادية، فقد أدى ظهور الوظائف المؤقتة والفري لانسر التي تعتمد بشكل كبير على الانترنت -والناجمة عنها مباشرة- إلى خلق نوع جديد من سوق العمل مرن ولكن غير آمن للأجيال الجديدة.

في المجمل، فإن الفوائد والأضرار المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي متداخلة ومترابطة. إنها قضية بحاجة لإعادة النظر الدقيقة والتوازن الصحي لاستخدامها بين الأجيال الحالية والمقبلة.