في السنوات المبكرة من حياة الطفل، تعتبر الفترة بين الولادة وسنة واحدة من أهم الفترات لتطوير القدرات الفكرية والعقلية. بناءً على البحث العلمي والأبحاث النفسية، إليك مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي تساعد على تنمية ذكاء طفلك خلال هذا العمر الحرج:

1. الرضاعة الطبيعية: أساس ذهني صحي

تشير العديد من الدراسات إلى وجود رابط وثيق بين الرضاعة الطبيعية وتطور الدماغ عند الأطفال. يُظهر الأطفال الذين يتم تغذية رضاعتهم طبيعيًا زيادة ملحوظة في معدلات الذكاء بسبب تأثيرات هذه العملية الثمينة على صحتهم العقلية والجسدية. لذا حاولي تقديم رعاية غذائية عالية الجودة لطفلك منذ ولادته.

2. الحد من وقت الشاشة: تركيز أكثر على النشاط البدني

يمكن أن يكون التعرض الطويل للشاشات مضرًا بصحة عقل طفلك الصغير. وفقًا للأخصائيين النفسيين، ينصح بعدم تعرض الطفل تحت سن سنتين للشاشات لأنها تساهم في إضعاف قدرته على التركيز واستثمار جهده الذهني. بدلاً من ذلك، شجعي طفلتك على الانخراط في ألعاب تفاعلية بسيطة مثل دحرجة الكرة الصغيرة أو استخدام لعبة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها العمرية. وهذا سوف يعزز المهارات الحركية والمعرفية لديها بطريقة ممتعة ومحفزة لها.

3. المحادثات اليومية: بوابة نحو اكتشاف اللغة

ربما يبدو سخيفًا بالنسبة لك أن تقومي بمناقشة أمور الحياة الروتينية لشريك حياتك عندما تكون صغيرتك غير قادرة حتى الآن على الإجابة أو فهم أسئلةك! لكن الحقيقة هي أنه كل حديث تستمرين فيه مع طفلتك يساهم بشدة في بناء مفرداتها اللغوية وفهمها للعالم الخارجي. ليس فقط يمكن لهذه المناقشات البسيطة أنها تشكل اتصالًا عاطفيًا عميقًا بين الأم وابنتها؛ ولكن أيضًا تدعم عملية تعلم اللغة لديها لاحقًا. بالإضافة لذلك، الغناء - سواء كنت مغنية ماهرة أم مبتدئة – يجلب شعورا بالتسلية والاسترخاء لطفلتك ويعالج الملل الشديد أثناء فترات الانتظار الطويلة مثلا قبل موعد نومها المعتاد.

4. الاحتضان واللمس: مفتاح تطور الحواس

إن لمس أجسام الآخرين يعد أحد التجارب الأكثر أهمية التي يخوضها الرضيع لفهم واقعه البيئي واحتوائه عليه بشكل أفضل. إن الاحتضان المتبادل وإظهار المشاعر تجاه ابنك بوسائل مختلفة له تأثير كبير على نموه العقلي لأنه يساعد في تنمية إدراكاته الحسية وتعزيز روابط الحب والتعلق القائمة بالفعل بينكما. اعلمي يا صديقتي العزيزة أن كل لحظة تقضيها برفقة مولودك تعد فرصة ثمينة لبناء مستقبل مشرق مليء بالأفكار الجديدة والإنجازات المثمرة بإذن الله سبحانه وتعالى.