تُعتبر الفنانة المصرية الراحلة ميسرة واحدة من ألمع نجوم الدراما التلفزيونية والسينما خلال فترة النصف الثاني من القرن العشرين. وُلدت ميسرة عام 1922 باسم "سوسن عبد السلام"، لكنها اكتسبت شهرتها واسمه الفني بعد دخول عالم التمثيل. بدأت مسيرتها الاحترافية كراقصة وممثلة في المسرحيات الغنائية قبل الانتقال للشاشة الصغيرة والكبيرة.
اشتهرت ميسرة بتنوع أدوارها التي امتدت بين كوميديا درامية ورومانسية وأعمال اجتماعية هادفة. كانت تتمتع بموهبة فريدة جعلتها تُلقب بـ"أميرة الشاشة الذهبية". برعت في تجسيد شخصيات متنوعة تعكس واقع المرأة المصرية آنذاك، مما أسهم بشكل كبير في ترسيخ مكانتها كمؤثرة بارزة ضمن المشهد الثقافي والفني المحلي والعربي.
ومن أشهر أعمالها الدرامية مسلسل "الزوجة السابعة" والذي حقق نجاحًا ساحقًا وقت عرضه، بالإضافة إلى مشاركتها البارزة في العديد من الأفلام الروائية الطويلة مثل فيلم "البحث عن فضيحة" وفيلم "ابن حميدو". كما تركت بصمة مميزة أيضًا عبر مسلسلات إذاعية متعددة منها سلسلة "حكايات هانم".
على المستوى الشخصي، عاشت حياة مليئة بالأحداث المتشابكة والتي أثرت بشدة على حياتها العملية. مرت بحالات زواج عدة وانفصلت مؤقتاً عن العمل بسبب مشاكل صحية ونفسية واجهتها، ولكنها عادت بقوة لتستأنف عطائها الفني حتى وفاته المفاجئة سنة ١٩٨٢ تاركةً خلفها تراث فني قيم سيظل خالدا لدى الجمهور العربي لعقود مقبلة. وتجسد قدرتها الاستثنائية على التأثير والتفاعل مع دورها الشغف والإخلاص للفن الحقيقي الذي يتميز به صنّاع رائعين مثيلاتها ممن يستحقون تقديرا خاصا لدورهم المؤثر في تشكيل هويتنا الثقافية والمجتمعية.
