تعتبر "الموناليزا"، واحدة من أكثر الأعمال الفنية شهرة وتأثيراً في تاريخ الرسم العالمي، وهي عمل لفنان عصر النهضة الإيطالي الكبير ليوناردو دا فينشي. يرجع سبب شهرتها إلى عدة عوامل فريدة ومذهلة تمتزج فيها القدرات الفنية لدهشة الجمهور عبر قرون.
أولاً، يبقى غموض شخصية المرأة مرسومة على اللوحة مصدر إعجاب مستمر. لم يتم الكشف قط بشكل قاطع عن هويّة المحبوبة الغامضة لهذه الشخصية؛ إذ يُعتقد بأنها ليزا ديانتوني جيرداني، زوجة تاجر فلورنسي ثري اسمه فرانسيسكو دولوا جيوردانو، لكن البعض يشكك أيضًا في ذلك. هذا الغموض حوله هويتها يزيد فقط من جاذبيتها وأسطورة العمل الفني ككل.
ثانياً، هناك الجانب التقني الرائع للأسلوب الرسومي المستخدم لإظهار البعد الثلاثي والتعبير اللحظاتي لكل تفاصيل وجه ليوناردو الدقيق للتركيبتين التشريحيتين للجبهتين الأمامية والخلفية لرأس الشخصيّة الرئيسية، مما يؤدي لنظر ثابت ومستقيم تجاه المتلقي يستحث رد فعل شعوري لدى الناظر إليها -كما لو كانت تبادل نظرتنا مباشرة-. بالإضافة لذلك فإن التجسيد الذكي للعقلانية الإنسانية والعاطفة الداخلية للقصة التي تحاول نقلها تلك التركيبة التصويرية يجذب الانتباه أيضا نحو أعمال لبقية مؤلفات دهانات آخرى له مثل العصر الفيخاري وغيرها..
بالإضافة لما سبق ذكره، فقد ساهم تسلسل الأحداث المرتبطة بالحفاظ عليها وحماية سلامتها جسمانياً داخل المتحف الوطني الفرنسي المعروف باسم الكواليفور الواقع بالعاصمة باريس, والذي يعد اليوم الأكثر زيارة حول الكوكب بحوالي ست ملايين سنوياً حسب احصائيات الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بالمكان نفسه! وفي نفس الوقت بموازاة ذلك أصبح رمز الثقافة الأوروبية المستوحى أساساتها خلال فترة حكم نابليون بونابرت قبل قرن وثمانية عقود مضت...كل هذه الاحداث مجتمعة هي الأسباب الرئيسيه خلف شراكة سمعتها العالمية لأكثر من خمسة قرنين متواصلة حتى وقتנו الحالي كتراث ثقافي وإنساني خالد للأجيال القادمة بغض النظرعن موضع انتماء أي فرد منهم جغرافيا.
