خديجة العبد، الشخصية البارزة في عالم الفن السوري، ولدت في مدينة دمشق التاريخية يوم ٢٠ مارس/آذار سنة ١٩٤٨. إنها ليست مجرد ممثلة موهوبة فقط، بل أيضًا زوجة لمواطن مشهور وهو المخرج السوري الراحل محمد شيخ نجيب، وأم للفنان المعروف قيس الشيخ نجيب.
تتمتع خديجة بتعليم راقي حاصلته من المعهد العالي للفنون في دمشق، وقد برعت في تقديم مجموعة متنوعة من الأدوار عبر مسيرتها الطويلة والمفعمة بالإنجازات. ومع ذلك، اختارت بعد سنوات من النجاح والشهرة الإنسحاب مؤقتاً من الأضواء لتكريس وقتها لأطفالها الثلاثة؛ قيس، وسيف، وزيد. رغم أنها فضلت الحياة الأسرية على مهنتها، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثير أعمالها السابقة القوي والدائم حتى اليوم.
من أبرز مشاركاتها المسرحية الشهيرة "ضيعة تشرين"، والتي كتبها كلٌّ من دريد لحّام ومحمد الماغوط وتم عرضها عام ١٩٧٤. كما ظهرت كذلك في عمل آخر يدعى "غربة" كتبه نفس الكتاب وأقيم عرضه لأول مرة عام ١٩٧٦. إضافة إلى هذه الأعمال الإستثنائية، فقد شهد الجمهور السوري حضورها اللافت ضمن طاقم فيلم سينمائي كبير تحت عنوان "دائرة النار" والذي تم إذاعته لأول مرة مطلع التسعينات واستمراره لفصول عديدة. بالإضافة لذلك، فإن أدوارها المتنوعة الأخرى بما فيها دورها الضيف الشريف في الدراما التلفزيونية "أيام شامية"، ترك أثراً عميقاً لدى الجماهير المحبة لهذه المواهب الفريدة.
رغم ابتعادها نسبياً عن المشاهد الإعلامية حاليًا، تبقى سيرتها الذاتية مصدر إلهام لكثيرين ممن يبحثون عن قصص نجاح نسائية ملهمة ومكافحة داخل مجتمعاتها الخاصة بهم. وإن كان هناك جانب مخفي خلف الصورة العامة عنها فهو ارتباطها الوثيق بمصر وعشقها لها منذ زيارة رسمية برفقة ابنها الابن الأكبر عام ٢٠١٢ مما أثر بشكل واضح عليه وعلى سمعته الدولية لاحقا عندما أصبح أكثر شهرة خارج حدود البلاد الأم بعد تجسيده لعدد لا يحصى من أدواره المختلفة سواء كانت ضمن قالب كوميدي أم دراما مليئة بالحركة والإثارة! حقا إنها قصة تستحق الوقوف عندها مليّا!
