يُعدُّ الخشب مادةً طبيعية تُستخدم بشكل واسع في العديد من الصناعات والبناء بسبب خصائصه الفريدة مثل القوة والدفء والمظهر الجمالي. ومع ذلك، قد يواجه مصنعو منتجات الخشب ومصمموه تحديات نتيجة لخصائص التمدد والانكماش الطبيعي للخشب استجابة لتغيرات درجة الحرارة. في هذا المقال، سنستعرض تأثير درجات الحرارة على الخشب وكيف يمكن إدارة هذه التحديات لتحقيق نتائج أكثر كفاءة واستدامة.
يتكون الخشب أساساً من خلايا متداخلة مليئة بالسليلوز والجلوكوز والألياف الليجنينية. عند تعرضها لدرجات حرارة مختلفة، تتغير مسامية تلك الخلايا وبالتالي يؤثر ذلك على حجم وشكل قطعة الخشب. عندما ترتفع درجة الحرارة، يقوم الماء الموجود داخل الخلايا بالتوسع مما يدفع الجدار الخلوي إلى الانتشار قليلاً - عملية تسمى "التمدد". بينما يحدث العكس أثناء الانخفاض في درجات الحرارة؛ حيث ينكمش الماء ويتقلص حجم القطعة الناتج عنه تشوهات شكلية ومتانة أقل.
بالإضافة للتمدد/الانكماش العمودي، فإن تغيرات الحرارة تؤدي أيضاً لتغيير اتجاه الألياف والعقد الموجودة في الجسم الصلب للخشب، محدثة ما يعرف بتحريك عوارض التقوس (الرق). وذلك لأن تقسيم أبعاد المنشور الثلاثية ليس بنفس المعدل داخل كل محور، فتظهر اعوجاجات ظاهرة للعين المجردة خاصة مع زيادة سماكة المنتجات المصنوعة منه.
لتقليل احتمالية التعرض لهذه التأثيرات الضارة المرتبطة بدرجة الرطوبة والحرارة، هناك عدة تدابير يمكن أخذها بالحسبان قبل وبعد عملية التصنيع النهائية كالإنتاج والتفتيش والتوزيع والنقل والصيانة الدورية لمنع أي مشاكل مستقبلية محتملة بما فيها التشقق وعدم ثبات الشكل والطول وغيرها الكثير! ومن ضمن الحلول المقترحة لما سبق ذكرته هي استخدام مواد مانعة للتسرب بين طبقات البناء المختلفة بالإضافة لاستخدام أنظمة تهوية جيدة وضمان عدم وجود مجاري مياه قريبة أرضياً قدر الإمكان لحماية الدعائم خشبية المنازل مثلاً...الخ.
بشكل عام، رغم تعدد فوائد الاستمتاع بخاصية كون الخشب مورد طبيعياً صالح للاستعمال المتكرر للإنسانية عبر القرون إلا إنه يحتاج لعناية خاصة وفق الظروف المعيشية المحلية لكل موقع بناء جديد نهدف له سواء كان منزل سكني أم مشروع تجاري عالمي المستوى.. لذلك بات أمر ذكاء اختيار نوع وحجم خشب مناسب للمكان هو المفتاح للحفاظ على سلامتها ومقاومتها ضد هجمات البيئات الخارجية المختلفة مهما كانت شديدة تغييراً بأنواع الطقسات شتاء وصيفا وجفاف ورطوبة وما بينهما!! وفي الأخير تبقى دراسة ميدانية موضوعية حول تأثيراته مرضية لفريق عمل مختص سر سعادتهم بوفرة موارد ماديه وعلى رأس قائمة أولويات نجاح اي مبنى حديث جميل شكله وطويل عمره عمليا أيضا!!!
