عنوان المقال: رحلة الموسيقى... بين الأصالة والتأثير الإنساني

الموسيقى ظاهرة بشرية عميقة الجذور تمتد جذورها عبر عصور تاريخية مختلفة حول العالم. تُعرّف الموسيقى بأنها صنعة فنية يتم فيها الجمع بين الغناء وعزف الألح

الموسيقى ظاهرة بشرية عميقة الجذور تمتد جذورها عبر عصور تاريخية مختلفة حول العالم. تُعرّف الموسيقى بأنها صنعة فنية يتم فيها الجمع بين الغناء وعزف الألحان باستخدام آلات موسيقية متنوعة بشكل متناسق وبإيقاعات مميزة. إنها ليست مجرد أصوات تناغم، بل أيضاً تعبير صادق ومباشر للعواطف والإحساس البشري؛ سواء كانت تلك العاطفة تشمل الفرح الشديد أو الحزن العميق، الشوق المحموم أو الحب المطلق.

لقد اكتسبت الموسيقى مكانة هامة في الثقافة العالمية لما لها من دور فعال في نقل البشر إلى عالم آخر مليء بالأحاسيس والمشاعر المنوعة. لقد استُخدمت كمصدر علاج نفسي في بعض المجتمعات المعاصرة، ليس فقط لتسلية الروح ولكن أيضًا لعلاجه الشيخوخة من خلال تنشيط وتحفيز الذكريات والاستجابات العاطفية لدى الأشخاص المسنين. إن تأثير الموسيقى يصل إلى مستويات غير مسبوقة عندما تتفاعل معنا ولا تغادر عقولنا ونحن نشغل أنفسنا بمهام أخرى - وهو أمر مثبت علمياً بأنه يؤدي لتحسن أدائنا العقلي ويحفز خلايا المخ لدينا.

مع مرور الوقت، تطورت الآلات المستخدمة في صنع الموسيقى جنباً إلى جنب مع حضارات وثقافات العالم المختلفة. يمكن تقسيم هذه الآلات إلى عدة مجموعات رئيسية منها: آلات النقر مثل الطبول والدفوف والتي تعتمد على الضرب بإحدى اليدين للحصول على صدى وصوت واضح; وكذلك آلات النفخ كنعي والكمان والكمان الصنج الذين يعتمدون على التنفس في القصبات الهوائية الخاصة بهم; بالإضافة إلى الآلات الوترية كالقيثارة والقانون والتي تستند في إنتاج صوتها على شد الأوتار داخل جسم الآلة نفسها; ثم أخيرا هناك آلات المفاتيح بما فيها البيانو والأورج الإلكتروني التي تحتاج لمفاتيح يدوية للتلاعب بها وإنتاج الألحان المرغوب بها.

إن قيمة وفوائد الموسيقى للغالبية البشرية خارج حدود الخيال. فقد ثبت أنها تساهم بصورة كبيرة في تحسين الحالة المزاجية ودفع القلق والتوتر جانباً – مما يعيد لنا الشعور بالاسترخاء والسكينة الداخلية مرة أخرى. علاوةً على ذلك، فإن الموسيقى تلعب دوراً محورياً في زيادة قوة الذاكرة، وذلك ظهر بجلاء عند مشاهدة المرضى المصابين باعتلال دماغي كيف تمكنهم التعرض للموسيقى من تخفيف وطأة الأعراض المرتبطة بسوء حالة ذاكرتهم وعدم تواؤم افكارهم أثناء تقديم خدمات رعاية صحية مناسبة لهم. كذلك نجحت الموسيقى بالتأكيد فيما يخص مخففات الألم الجسدية والمعاناة المؤلمة داخليا أيضا, ولعل الجانبين الأكثر تحديدا ذكره هنا هما امكانيتها فى جعل الانسان يشعر براحة نفسيه وانفتاح قدرات التواصل الاجتماعي بين الأفراد المختلفين بما فيها أولئك ممن لديهم اضطراب طيف التوحّد والذي يستطيعون احيانا الوصول الى مستوى اكبر بكثير من الثقة及感受 الذات بعد سماع واحده مفضله منهم .

وفي النهاية فلنتذكر دائما أنه رغم اختلاف أشكال وأنواع الموسيقى وفقا لكل ثقافة ولكل عصر إلا ان هدفها واحدـــوهو زرع السلام الداخلى والفائدة العامة للإنسان جمعاء!


أمينة الهلالي

25 Blog postovi

Komentari