قوس قزح، تلك الظاهرة الطبيعية الجميلة والمدهشة المرئية بعد العاصفة أو الرذاذ الغزير، تتجلى كلوحة ملونة رائعة تزين سماءنا. ويتألف قوس قزح من سبعة ألوان أساسية يمكن رصدها بوضوح وهي ترتيبها هو التالي: الأرجواني, الأزرق, الأخضر الزاهي, الأصفر الدافئ, البرتقال الحار, والأحمر الجريء - كل منها مترابط ومتكامل بجزء لا يتجزأ من الصورة العامة لقوس قزح.
تنشا هذه الألفة الملونة نتيجة لتفاعل معقد بين الضوء والشمس ورطوبة الجو. فعندما يصطدم شعاع من ضوء الشمس بنقطة مياه صغيرة - سواء كانت قطرة مطر أو ندفة ثلج - يحدث عملية تعرف باسم "الانكسار". هنا، ينكسر الضوء ويُحول إلى زوايا متنوعة بناءً على طول موجته الخاصة. وبالتالي، يبدو لنا كل لون كالعمود المستقل الخاص به ضمن رسم واحد ومتجانس يعبر عنه قوس قزح.
إن فرصة رؤيتك لقوس قزح ليست مجرد صدفة عابرة بل تحدد بإتقان بدقة موقع مراقبك بالنسبة للشمس والقرب نسبياً من مصدر المياه المتبخرة. إذ يكمن سر ظهور ألوانه أمام عينيك مباشرة حين تكون الشمس خلف ظهرك ومصدر الرطوبة أمامه. وهكذا يتكون المركب الشفاف الشهير والذي يقيس حوالى 42° من اتجاه شعاع الشمس الأولي. وهذا يوضح سبب اختلاف المنظور الفريد لكل شخص يشهد خلجات لوحات طيفه المرسومة بطابع فردي خاص بها.
ولكن ماذا بشأن ذلك العملاق الثاني الأكثر غامضة؟ نعم، هناك نسخة مخفية أخرى معروفة بالقوس القزحي الثانوي! لم يكن من المحتم إلا أن يأتي التفسير العلمي ليبين كيف ولماذا يستطيع الإنسان اكتشاف شيء كهذا أصلاً؟ فهو ليس مجرد تكرار بل مؤشر دقيق لحالة فريدة تحدث أثناء مروره بثلاثة منعكسات إضافيين داخليات داخل ذرات هيدروجين الماء قبل الوصول إليك جنباً إلى جنب مع نظيره الرئيسي الأكبر حجماً بكثير وأكثر توهجاً. وعلى الرغم مما يوحي به اسمه بأنه خافت وغير بارز الا انه بالتأكيد جدير بالمراقبة للأعين المهتمة بتلمس تفاصيل العالم الطبيعي الراقي.
