فهم عالم طفولتنا عبر مرآة الرسم: خصائص رسوم الأطفال

تُعدُّ رسوم الأطفال نوافذ ثمينة لفهم تجاربهم الداخلية وعوالمهم العقلية، وهي مجال مهم للدراسة النفسية. إن هذه الأعمال الفنية غير المطبوعة تحمل بين طيات

تُعدُّ رسوم الأطفال نوافذ ثمينة لفهم تجاربهم الداخلية وعوالمهم العقلية، وهي مجال مهم للدراسة النفسية. إن هذه الأعمال الفنية غير المطبوعة تحمل بين طياتها العديد من الخصائص الثاقبة التي تكشف عن استعداداتهم الذهنية والشخصية المتنامية. دعونا نستكشف معًا سمات رسومات الأطفال وفوائدها الغنية في عملية النمو والتطور.

أهمية رسوم الأطفال ودورها في تنمية القدرات

تلعب رسوم الأطفال دورًا حاسمًا في رحلة الطفولة، فهي تساعد الآباء والمعلمين على فهم شخصيات أبنائهم ورغباتهم بصورة أفضل. وفي سن مبكرة، خاصة أثناء مرحلة رياض الأطفال، تعدُّ الرسومات طريقة فعالة للتواصل وللتعبير عن المشاعر والأفكار بدلاً من الاعتماد على البكاء كمظهر وحيد للتواصل. بالإضافة إلى ذلك، تقدم لنا صور الأطفال نظرة ثاقبة لنوع ذكاؤهم ونظرة واقعية للعالم من حولهم. وبالتالي، فإن تحليل تقنيات وإيقاعات الرسم يمكن أن يكشف الكثير عن حالة الطفل النفسية والفكرية العامة.

خصائص مميزة لرسوم الأطفال

  1. التلقائية: تميل رسوم الأطفال إلى الانطلاق حرية من أي قواعد أو أسس راسخة للفن التقليدي. إنها انعكاس صادق لتفسير الطفل الشخصي لعالمه الداخلي وخبراته الحسية. تخضع هذه الرسومات منطقًا خاصًا ينبع من أفكار الطفل وحدوده المعرفية. يميل كثير من الصغار لاستحضار عناصر الخيال لرسم مشاهد تبدو مستوحاةً مما يرغبونه حقًّا، وليس كما هو موجود بالفعل أمام أعيننا الظاهرة. تمثيل هذه المطامح الإبداعية المرئية يمكن أن يكشف أيضًا عن دافع نفسي عميق لدى الشاب الواعد.
  1. الشفافيَة: يتمتع فن الأطفال بشفافية فريدة تسمح لهم بالتعبير مباشرة عن مشاعرهم ومعارفهم المكتسبة حديثًا بدون رتوش زائدة. هذا يعني عدم وجود حاجز كبير يفصلهم عن تصوير واقعهم المحسوس وفق تفكيرهم الحالي - وهو أمر مفيد جدًا لأهل الجنس البشري الراشد لإدراك كيفية رؤية هؤلاء الشباب الناشئون للحياة اليومية وما يدور ذهنياً لديهم بشأنها! ربما يسعى البعض منهم لتحوير الوقائع ليحقق توازن عقلاني وهمجي في نفس الوقت عندما يجتمع الوهم والواقع بمزيجه الخاص الفريد داخل لوحات الفن التشكيلي المبكرة الخاصة بهم.
  1. النُّظم المتكرِّرة: لاحظ مختلف مدارس علم النفس ميل الأطفال نحو إعادة تصنيع أعمال سبقت سابقاً بسبب رغبتهم الملحة بإرسال إشارات ذات مغزى ترقى لمعايير مرتقبة بالنسبة إليهم شخصيًا. إن استخدام شبكة الدوائر العصبية نفسها لحفظ معلومات هامة يؤكد أهميتها ويضمن اتزان الذاكرة قصيرة المدى ضد عوامل الضياع المعتادة المصاحبة لهذه الفترة العمرية الهشة للغاية بتكوين الهويات الجديدة والسعي للاستقرار النفسي والقيمي العام المُبهر بحد ذاته... فهذه الحلقة المفرغة ليست مجرد علامة تدل على احتفاظ "ذكائهم" بالأثر التصوري بل تشكل مؤشر حيوي وهام لمساندة الصحة النفسية الأساسية المستقبلية لما سيصبح عليه الشخص جسمانياً وثقافياً واجتماعياً متمثلا فيما بعد فيما يسمى 'السيكولوجيان' للإشارة للسلوك الإنساني المجرد نتائج كل تلك التجولات الرحلية الأولى بالحياة البشرية القصيرة نسبيا ولكن ممتلئة بالمفاجآت والمدهشا

غفران بن عاشور

12 مدونة المشاركات

التعليقات