كانت الأميرة أم كلثوم بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أحد أشهر الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي والعربي. عاشت حياتها مليئة بالأحداث الجسام والأحداث الإنسانية القيمة، والتي تعتبر مصدر إلهام لكثيرين عبر الزمن. ولدت عام 695 ميلادي في المدينة المنورة، وهي حفيدة الخليفة الثالث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مما منحها مكانة اجتماعية مميزة منذ البداية.
اكتسبت شهرتها الواسعة بسبب دورها الفعال في العديد من الأحداث السياسية والدينية خلال فترة حكم الدولة الأموية. كانت معروفة بحكمتها وسعة علمها ومعرفتها الدقيقة بالتقاليد الإسلامية والتاريخ العربي. كما أنها كانت واحدة من النساء القلائل اللواتي شاركن بشكل نشط في الحياة العامة آنذاك. لعبت دوراً مهماً في تنظيم وقائع الحج وصيانة حقوق المساكين والمحتاجين.
توفيت أم كلثوم سنة 747 ميلادية (128 هجري) بعد حياة طويلة مليئة بالإنجازات والمعرفة. تُعتبر وفاة هذه المرأة العظيمة خسارة كبيرة لعصرها وللعرب ككل. تركت إرثاً ثقافياً دينياً واجتماعياً لا يزال يحتفل به ويستلهم منه الكثيرون حتى اليوم. إن ذكرى الأميرتين هاجر وأمينة - ابنتَيها الشهيرتين- تعيشان أيضاً جنباً إلى جنب مع تاريخ أمهما الغني والمعقد.
إن آمال وتحديات تلك الفترة الزمنية التي عاش فيها هذا النجم الثاقب يجسد روح الماضي ولكنه يصل أيضًا للحديث عن مستقبل أكثر فخامة بعزم نساء مثل أم كلثوم الذين يشكلون جزءً أساسياً ومبدعاً للتراث الثقافي للعالم العربي والإسلامي.
