الفن: ركن أصيل في بناء شخصية الإنسان وتعزيز ازدهار المجتمعات

للفن مكانة بارزة ومرموقة في مجتمعات البشر منذ القدم؛ إذ يلعب دوراً حيوياً متعدد الجوانب فيما يتعلق بكافة جوانب الحياة الإنسانية. ليس فقط لأنه وسيلة لل

للفن مكانة بارزة ومرموقة في مجتمعات البشر منذ القدم؛ إذ يلعب دوراً حيوياً متعدد الجوانب فيما يتعلق بكافة جوانب الحياة الإنسانية. ليس فقط لأنه وسيلة للتعبير الوجداني والعاطفي، بل أيضًا بسبب تأثيره الثاقب والمستدام على مختلف مستويات الوجود الشخصي والجماعي. دعونا نتعمق أكثر لفهم هذه المكانة المهمة التي يحتلها الفن.

دور الفن في تهذيب النفس البشرية

يكشف التاريخ كيف شكل الفن جزءًا أساسيًا من تجارب الشعوب عبر الزمان والمكان. فهو يعد مرآة عاكسة لحالة المجتمع وأحواله الذهنية والنفسية. من خلال الأعمال الفنية، يستطيع المرء اكتساب حساسية جمالية ورؤية عميقة للعالم من حولنا، مما يساهم في تشكيل وعيه وإدراكه لما هو موجود وخارج حدود الواقع اليومي المعتاد. هذا التحول التدريجي نحو رؤية العالم بموضوعية أكبر يعود بالنفع الكبير على شخصية الفرد الداخلية والخارجية على حد سواء.

أهميته التربوية

إن دمج المواد الفنية داخل المناهج الأكاديمية التقليدية يجسد قيمة عظيمة لنظام التعليم الحديث. تساعد التجارب العملية المرتبطة بالفن، خاصة تلك المتعلقة بالتمثيل المسرحي والشعر والأداء الصوتي، على تطوير المهارات اللغوية لدى الطلاب بطريقة غير مباشرة ولكنها فعالة للغاية. حتى وإن كانت مواد مثل الرياضيات تبدو منعزلة تمامًا عن عالم الفنون الجميلة، فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية وجود روابط وثيقة بين القدرة الموسيقية والفكر المنطقي وحل المشكلات. بالتالي، يمكن اعتبار الفن باب مفتوح أمام آفاق معرفية متنوعة يفيد منها جميع أفراد المجتمع بلا استثناء.

بالإضافة لذلك، يشجع الفن الصفات الإبداعية والانطلاق العقلي والحراك العقلي لدي الأطفال والكبار كذلك. فهي غرس لهم حب التجريب والاستمتاع بالمجهول مع التأكد من توافر بيئة محفزة وآمنة لتحقيق طموحاتهم الشخصية وتميزهم الخاص دون خوفٍ من الفشل كتلك البيئات الموجودة خارج دائرة الحقل الفني الحر. ومن ثم، تساهم عمليات التواصل الاجتماعي الطبيعية والتي تتميز بها مراكز الفنون العامة وغير الرسمية بإعطاء فرصة أخرى للشباب تحديدا لإظهار مواهبهم وقدراتهم الخاصة بما يساعد بدوره أيضا على مكافحة مشاعر الملل والخروج ممن منطقة الراحة النفسية الضيقة المحيطة بهم داخليا. ولذلك فإن لهذه الظاهرة آثار ايجابية كبيرة تتضمن زيادة مستوى إنتاجية الشباب واستمرارهم بالحياة الجامعية والمعاهد الاحترافية المختلفة وهذا بدورة يدعم تحقيق هدفين استراتيجيين أساسيين وهما رفع المؤشر السكاني المثقف نسبيا وكذلك الحد من معدلات البطالة المدمرة لمنظومة المجتمع برمته.

وفي نهاية المطاف، لهؤلاء الفنانين المنتجين لأعمال أدبية او موسيقية او لوحات رسم ويتبعوا شغف عملهم بجدارة حق مشروع للحصول علي تقدير ذاتيالذي يناسب جهدهم المبذول وفق رؤيتة الذاتيه . فالرضا الداخلي هنا يأخذ أشكال مختلفة لكن الغاية واحدة وهي الوصول لحاله شخصية راضية راضيةعن الذات مرضاهبالآخرينمماتا تكونعلاقات اجتماعيه صحيه ومترابطه وبالتالي ستكون هناك نتيجة طبيعية هي نجاح الاعمالالجماعيه ممايعكس صورة رائعةعن مدىروابط الاخوةتصالح زوال الحدودبين الافراد .

وهكذا ، فان الفن يحقق اهداف ساميه تتخطيقدرتها مجالات اخرى كثيره ؛فهو يقرب المسافات بين الدول المختلفه ثقافيا ويتمكن من نشرالقيمه مشتركةمثل حرية الاعتقاد واحترام الاختلاف وعدم التفريق العنصري وغيرها الكثير الكثير ... إنه بالفعل روح نابضة بالحياة تدخل الفرح لشخصيتها وتمثل للبلدان مصدرإشعاع حضاري مميز على الخرائط العالمية القديمة والجديدة


شروق المقراني

10 blog messaggi

Commenti