تُعتبر الفنانة البحرينية فاطمة عبد الرحيم واحدة من أبرز الوجوه الفنية المعاصرة في العالم العربي. بدأت مسيرتها الفنية منذ الصغر، حيث برز موهبتها المبكرة في التمثيل وهو ما ساعدها لاحقاً في تحقيق شهرة واسعة وشغل مكانة خاصة لها ضمن قائمة النجوم الناشئين في الدراما الخليجية والبحرينية تحديداً.
ولدت فاطمة عبد الرحيم ونشأت في مدينة المنامة عاصمة مملكة البحرين عام 1985. كانت طفولتها مليئة بالألوان، فقد اكتشف أهلها حبها للتمثيل مبكراً وتقديرا لمواهبها ودعموها بشكل كبير مما سهل عليها دخول مجال الفن والمشاركة فيه احترافياً. بعد الانتهاء من دراستها الثانوية التحقت بكلية التربية جامعة البحرين قسم اللغة الإنجليزية لتكتسب مهارات جديدة وتعزّز ثقافتها العامة. لكن شغفها بالفن ظل أقوى وأكثر جاذبية، فاتخذته مهنة رئيسية ووجهت معظم طاقاتها نحو تطوير قدراتها كممثلة محترفة.
في بداية مشوارها الفني، شاركت فاطمة عبد الرحيم في عدة أعمال تلفزيونية وبرامج إذاعية قبل انتقالها إلى عالم الأفلام الروائية الطويلة. حققت أول ظهور سينمائي لها عبر فيلم "البيت الأبيض"، والذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة مبتدئة بمهرجان إسكندرية الدولي لسينما الهواة سنة ٢٠٠٦. ومن هناك انطلق زاد عملها واتسعت دائرة مشاريعها الفنية لتشمل العديد من الأعمال البارزة التي أثرت بها الشاشة الصغيرة والكبيرة أيضاً.
من أهم أعمال فاطمة عبد الرحيم الدرامية مسلسل "وجع القلب" لسنة 2007، والذي حاز على تقدير خاص لدى الجمهور والخبيرين بسبب محتواه العميق وجاذبيته القوية. كما أنها شاركت بفيديو كليب أغنية "أنا أكرهك" لنجم الموسيقى أحمد الشريف سنة 2010 وحقق هذا العمل نسبة مشاهدة عالية جدًا وقت صدوره. بالإضافة لذلك فإن مشاركاتها المسرحية متعددة مثل مسرحيات "الحياة ماشي" و"المدينة المنسية".
لم تتوقف مواهب هذه النجمة الواعدة عند حدود التمثيل فقط؛ بل امتدت أيضًا لتعبر الحدود الثقافية والفكرية عبر كتاباتها الشعرية وكتاباتها الصحفية المتنوعة والتي ظهرت تحت اسم مستعار هو "ليلى عبدالله"، وقد نشرت بعض قصائدها في مجلات ومواقع أدبية مختلفة داخل وخارج الوطن العربي.
حصلت فاطمة عبد الرحيم مؤخراً على وسام تقديري من وزارة الإعلام بالمملكة السعودية عرفانا بإنجازاتها الرائعة أمام الكاميرات خلف الأقمشة السوداء لأفلام سعودية شهيرة مثل "رسائل المجهولون" و"حرب النجوم". واستطاعت بهذا الوسام المهم تعزيز مكانتها بين نخبة فناني المملكة العربية السعودية الذين يشاركون بنسبة مهمة في المشهد الفني المحلي والعربي بشكل عام منذ عقود طويلة مضت.
وبذلك يمكننا القول إن فاطمة عبد الرحيم ليس مجرد ممثلة بارعة بل هي رمز للإبداع والإصرار والثبات وسط المنافسة الشديدة في سوق العمل الرياضي. إنها مثال حي للشابّة العربية ذات الطموحات العالية والقادرَّةِ بتوفيق الله عز وجل وعلى دعم أسرتها وصبرها وإخلاص جهودها -على تغيير واقع مجتمعاتها نحو الافضل من خلال الاعمال الأدبية والاجتماعية المختلفة سواء بصورة مباشرة أم غير مباشر وذلك يساهم أيضا بالتأكيد بادامة الرقي والسمو للأداء الاجتماعي والأخلاقي لكل منهج ينبغي اتباعه لتحقيق حياة كريمة للسكان العرب قاطبة .
