ولدت ليلى طاهر عام 1921 في القاهرة، مصر، لتبدأ مسيرة فنية غنية ومتنوعة أثرت الحركة الفنية العربية بشكل كبير. كانت أول امرأة مصرية تحصل على شهادة بكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1947، وهو الإنجاز الذي فتح لها أبواباً جديدة نحو التعبير الحر والإبداع بلا حدود.
تميزت أعمال ليلى طاهر بروحانية عميقة واستخدام جريء للألوان الترابية والأشكال الهندسية، والتي تعكس تأثرها بالتراث الإسلامي والفن المصري القديم. برزت شخصيتها كفنانة حديثة ومبتكرة، حيث سعت دائمًا إلى تجاوز الحدود التقليدية للرسم التقليدي وتقديم رؤى فنية فريدة متأثرة بتجارب الحياة اليومية والتغيرات الاجتماعية والثقافية.
كانت لليلى طاهر العديد من المعارض الشخصية والمشاركات الجماعية المحلية والدولية طوال حياتها المهنية الطويلة. كما أسست "بيت السناري" مع زوجها الفنان محمود مختار، والذي أصبح مركزًا ثقافيًا رائدًا يعرض الأعمال الفنية المختلفة ويقدم ورش عمل ودورات تدريبية للفنانين الشباب.
بالإضافة إلى مهنتها كمدرسة تشكيلية وفنانة مشهورة، لعبت ليلى دورًا بارزًا في دعم ودفع النساء للتوجه نحو مجالات الفنون والحرف اليدوية وغيرها من المجالات غير التقليدية آنذاك. وقد مثلت بذلك نموذجًا يحتذى به لكل فنانة وطموحة تسعى لتحقيق ذاتها وإحداث تغيير إيجابي داخل مجتمعاتها وخارجها.
توفيت ليلى طاهر سنة 2015 تاركةً خلفها تراثاً فنياً قيماً وأجيالاً من الفنانات اللاتي استلهمن منها القوة والإصرار والعطاء المستمر تجاه الوطن والفكر الإنساني. فقد كان لموهبتها الفذة وصبرها الدائم تأثير هائل ليس فقط على المشهد الثقافي بمصر ولكن أيضاً عبر العالم العربي. إنها مثال حي لكيف يمكن للسيدة العربية المثقفة المتعلمة تحقيق نجاح باهر خارج إطار الأعراف المجتمعية السائدة خلال تلك الفترة الزمنية.
