ولدت عفاف شاكر التي حملت اسم "نور الحياة علي أغا" لكن شهرتها جاءت عبر الاسم الفني "عفاف"، في الخامس عشر من يونيو عام 1929، لأبوين مهاجرين من تركيا. كانت لها جذور عميقة في الثقافة التركية إذ كان جدها البحار البحري التركي الشهير. بدأت حياتها في تركيا قبل انتقال العائلة إلى مصر عقب وفاة والدها. اتسمت طفولتها بالعزلة نوعاً ما مما جعل الشاشة الخضراء وجهتها المثالية للتعبير.

بدأت عفاف مشوارها الفني مبكراً جداً، حيث ظهرت لأول مرة عام 1947 في فيلم "أحمر شفاه". حققت شعبية واسعة خاصة بعد أدائها القوي في الأفلام مثل "خضرة"، و"السندباد"، و"ليلة الغرام"، وغيرها الكثير. ولكن رغم النجاح الكبير الذي حققته، اختارت عفاف الاعتزال مؤقتاً لتكوين منزل وتكوين عائلة.

تزوجت ثلاث مرات، أول زواجاتها كانت من أحمد عزام ورزقا طفلين هما عاطف وعادل. ثم دخلت عالم الفن مجدداً بسبب علاقتها العميقة مع زميلها الفنان كمال الشناوي الذي التقته أثناء تصوير فيلم "غنّي حرب". انتهى هذا الارتباط بفراقٍ غير متوقع بعد ثلاثة أعوام فقط. رجعت للعمل الفني بصورة أكثر قوة وحزم بعد الانفصال، وسطع نجمها مرة أخرى حتى التقت برؤوف إبراهيم طبيباً سودانياً انجذب إليها بطريقة مذهلة وطبعا كما يبدو فإن ذلك أدى لاستكمال قصة الحب بزواج دام لسنوات طويلة حتى استقرار الزوجين فى الولايات المتحدّة الأمريكيه.

إلى جانب مهنتِها كممثلة بارزة، امتلكَتْ شاكر أيضًا موهبة تمثيل المسرح فقد قدَّمت مسرحيتي "عمتي فتافيت السكر" و"كل الرجال هكذا". ومع مرور الوقت قررت أخيراً وضع قدميها تحت الطاولة وإعلان اعتزال نهائي للأعمال الفنية تماما وهو القرار الذي لم تتراجع عنه قط طوال حياتها الباقية.

توفيت عفاف شاكر يوم الثلاثين من مايو عام ألفين وعشرين داخل إحدى مستشفيات كاليفورنيا بعد معاناة قصيرة مع مرض مزمن أصابت قلبها وسكري دمها، ودُفن جسدها هناك قرب ضريح ابنتهم الصغيرة الوحيدة ساره .