آلة القانون هي واحدة من الأدوات الموسيقية الأكثر روعة وتعقيدًا. تعود جذورها إلى النمسا حيث ظهرت لأول مرة في القرن التاسع عشر تحت اسم "Volkszither". تتميز هذه الآلة بصندوقها المستطيل الشكل والذي يحمل العديد من الأوتار المتناسبة التي يمكن أن تتراوح بين ثلاثين إلى أربعين وترًا لكل منها صوت مميز خاص به. هذا التنوّع في الأوتار يسمح بمجموعة واسعة من الأصوات والمعزوفات.
البداية الفعلية لتاريخ القانون كانت مع بيترسميتر الذي صمم أول تصميم لهذه الآلة يدويًا. بعد ذلك، وضع نيكولاس ويجل مخطط الخطوط الرئيسية للأوتار، بينما قام ماكس أمبرجر بإعطائها دفعة كبيرة عندما نظم أول حفل لها في ميونيخ عام ١٨٦٢ ميلادي. تمتعت هذه الآلة بقدرتها على المرونة وعدم التقيدي بأداء معين مما جعلها تحظى بشعبية هائلة بين جميع الطبقات الاجتماعية.
من بين أشهر العازفين الذين برعوا في عزف القانون عالميًا، يبرز أنتون كاراس كرائد بارز. ولد في العام ١٩٠٦ واستهل حياته المهنية باكتشافه للقانون في الطابق الثاني لمنزل جدته عندما بلغ الثانية عشرة فقط. وقد ساهم تدريبه المهني لاحقًا والمتمثل بدراساته الجامعية وعروضه العامة المشتركة مع الفنان الشهير ادولف شنيير، بالإضافة لإصداراته المنفردة الناجحة، في ترسيخه كنجم دولي.
وفي الجانب العربي، فإن محمد عبده صالح يعد أحد أهم عازفي القانون العرب بلا شك. انطلق عطائه الفني بتوجيه والدِه العازف ذائع الصيت للناي عبده صالح. وبفضل توجيهات الشيخ عقاد الأكبر ورغم عمره الزهيد حينذاك، بدأ محمد يلعب ضمن فرق فنية شهيرة تضم أسماء لامعة مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم أثناء تنظيم الحفلات والأعمال الغنائية الحيّة. ليس دوره كموسيقي متمكن وحسب وإنما أيضا مؤلف للموسيقى المؤلفة ذاتيا حيث أنه ولّد أكثر من عشرين عمل مقطوعه قيمة خصصت خصيصا لعزف القانون الوحيد. يجمع الجميع حول世界ً أنّ براعه وموهبة Muhammad عبده Saleh ليست مجرد روائع لكنها كذلك إرث فني خالد سيستمر للأجيال القادمة تقديرا لجدارة هؤلاء العمالقة العظام.
