وردة الجزائرية، الفنانة التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى العربية، هي رمز للطرب والجلالة. ولدت في 22 مايو 1939 في باريس لأب جزائري وأم لبنانية، لكن جذورها الجزائرية كانت تشكل هويتها الموسيقية. بدأت مشوارها الفني مبكرًا في فرنسا، حيث ملأت استديوهات باريس بأصواتها الغنية.

انتقلت وردة لاحقًا إلى مصر في الخمسينات، حيث حقّقت نجاحات هائلة ومآثر مهمّة في عالم الفن. رغم الصعود المفاجئ والتحديات السياسية التي واجهتها، مثل القرار الحكومي بإبعادها عن البلاد لفترة طويلة، عادت وردة أقوى لمواصلة مسيرتها تحت رعاية الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

كان زواجها من الموسيقار الكبير بليغ حمدي نقطة تحول رئيسية في حياتها المهنية. تعاون الثنائي بشكل مثمر نتجت عنه العديد من الأعمال الرائعة. ومع ذلك، فإن وفاة المطربة المصرية المخضرمة أم كلثوم فتح الباب أمام وردة للغناء بأغنية "أوقاتي بتحلو"، وهي لحظة تعتبرها الكثيرون علامة فارقة في تاريخها الفني.

على الرغم من الاعتزال المؤقت بسبب ارتباطاتها الشخصية، عادت وردة بقوة للساحة الفنية مرة أخرى مستخدمة صوتها الجميل وإتقانها للتعبير العاطفي لإعادة صياغة الروائع القديمة وتقديم أعمال جديدة مميزة. تمتاز قائمة أشهر أغنيات وردة بالتنوع والتعبير العميق للعاطفة الإنسانية؛ منها: "أحضنوا الأيام"، "اسمعوني"، "العين السود"، "حنين"، "لو سألوك"، وغيرها كثير مما يعكس فنها الراقي وشخصيتها البارزة داخل وخارج المسرح.

وفي النهاية、 تحمل ذكرى وفاتهـا يوم ١٧ يونيو ٢٠١٢ رسالة مؤلمة ولكنها باقية للأجيال القادمة - رسالة تدعونا للاستمتاع بميراث هذا النجم العملاق والاستماع لألحانه وأغنياته الجميلة التي لن تتوقف عن إلهام محبين الفن والحياة.