موقف أبو أيوب الأنصاري الثابت تجاه المنافقين

كانت شخصية أبو أيوب الأنصاري، أحد كبار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ملحوظة بحزمها وضبط النفس في التعامل مع المنافقين. لم يكن التسامح عند أبو أيوب

كانت شخصية أبو أيوب الأنصاري، أحد كبار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ملحوظة بحزمها وضبط النفس في التعامل مع المنافقين. لم يكن التسامح عند أبو أيوب الأنصاري يعني التساهل فيما يتعلق بالإيمان والدين الإسلامي. تعرضت قريش والمؤمنون كثيرًا لنفس المواقف الصعبة التي ابتلي بها المسلمون بعد وفاة النبي محمد، والتي تتضمن انتشار الشائعات والكلام الباطل بين صفوف المجتمع. لكن تميز تصرفات أبو أيوب بالوضوح والقوة ضد أولئك الذين يستغلون دينهم لإحداث الفتنة وعدم الاستقرار.

وفي إحدى الحوادث الشهيرة، لاحظ الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من المنافقين يجتمعون ويتحدثون بصوت خافت داخل المسجد، وهم يقومون بتشكيك القرآن الكريم والأحاديث النبوية. أمر الرسول بخروجهم بالقوة من حرم المسجد. هنا برز دور أبو أيوب الأنصاري بشكل بارز؛ إذ قام بسحب أحدهم من قدمه لقتله خارج المسجد، قائلاً "أتخرجني يا أبا أيوب من مربد بني ثعلبة!". كما فعل الشيء نفسه مع شخص آخر من آل النجار, حيث ضربه بشدة وطرده من المسجد قائلاً "أفّ لك منافقًا خبيثًا! ادراجك يا منافق". هذه الأعمال الجريئة تعكس تمامًا رفض أبو أيوب لكل أنواع الغدر والنفاق التي قد تضر بالإسلام والمسلمين.

ومن الأمثلة الأخرى لموقفه الصارم تجاه النفاق تلك الحادثة المرتبطة بحالة الإفك (الحادث المنسوب زورًا إلى أم المؤمنين عائشة). صادفت ذكرى هذه القصة وزوجة أبو أيوب, فاطالبته بأن يسمع ردود أفعال الناس بشأن الاتهامات الكاذبة التي طالت عائشة رضوان الله عليها. بدلاً من الانزعاج واسترضاء الظروف المتغيرة، استخدم أبو أيوب سلطته لتقديم الحقائق المفاهيمية حول ماهية الإسلام والنفاق. وقال لها بكل قوة وصراحة: "بلى, ولكن هل كان ذلك الكذب عملًا صالحًا؟! ألم تكن أنت قادرةً على ارتكاب مثل هذه الفاحشة؟! فأجابته بلغة مليئة بالاعتراف والإذلال: 'لا والله!'. ليرد عليها مجددًا مؤكدًا حقارة وضعف مكانة أهل النفاق أمام مقام المرأة الطاهرة عائشة -رحمها الله-. إنها رسالة واضحة مفادها أنه بينما يكون لدى البعض القدرة على خداع الآخرين وإظهار جانب واحد فقط من الشخصية عبر اظهار مظاهر التقوى والتدين الخارجية، إلا أن عمق إيمان الشخص ومصداقيته يتم اختباره خلال لحظات المحنة والصعوبات.

وعليه، يمكن تعريف المنافق بأنه الشخص الذي يخفي عقيدته الداخلية ومعتقده الحقيقي تحت غطاء ظاهري للإيمان والخضوع للشرع والفرائض الإسلامية. وفقا للقراءات التفسرية للنصوص القرانية الواردة في الآيتين 97-105 من سورة النساء, يعرف المصطلح أيضا بالمطلق: المنافق المنكر لبنية المشروع الرباني للأديان والذي يكسب رزقه بالأكاذيب والخداع تحت ستار الاعتقاد الخارجي بوحدانية الله والاستعداد للدفاع عنه علانيه وبمجرد اقتضاء الضغط الاجتماعي لذلك وليس بنية راسخة وإخلاص داخلي أصيل . وهذا النوع الأخير من الأشخاص المكروهين اجتماعيًا ودينيًا يعيش حياته دائمًا رهينة مخاوفه الذاتية وهواجسه المستمرة مما يجعلها دائمة المخالطة للعجب والعجب المقترن بالعجز الذاتي الداخلي نتيجة عدم ثقته بأعماله الخاصة وفقدانه للسعادة بسبب رؤيته الدائمة لما ينقصه وينقص المحيطين به منه وما لديهم وما ليس لديه منهم ! وغالبًا ما يأتي ظهور هؤلاء الأفراد الواضح في وقت ازدهار الدولة الاسلامية وانتشار كلمة الرحمن عندما تشعر قلوبهم الصغيرة الرقيقة بانعدام الأمن والأمان وأن مصائرهم مهددة؛ حيث يشعرون بالحاجة الملحة لتمثيل حالة الاختلاف المعلن داخل مجتمع مسلم معتدل وشائع الانتماء لمعسكره الوطنى الجامع وللوطن الكبير الموحد وبالتالي يعمل كل فرد ضمن الصفوف الأولى لجماعة المصلحين المعتزنين برفض سياساتها العامة لصالح تحالفاته الخاصة النافرة عنها . ويولد فضيلة الصداقة والوطنيّة إضافة لرهاب الموت المبكرة رغبتهم للتعبيرعن مشاعرهم التصالحية المضادة وأحاسيسهم الشعبوية المعادية للحكومة الشرعية الموجودة حالياً!.


هناء بن لمو

7 Blog bài viết

Bình luận