سعيد بن زيد، أحد أبرز صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان له دور بارز في الجهاد في سبيل الله. رغم أنه لم يشهد غزوة بدر، حيث بعثه النبي الكريم مع طلحة بن عبيد الله ليتحسسوا خبر الروم في الشام، إلا أنه شارك في جميع المشاهد الأخرى. كان سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد أبطال الإسلام، حيث قاد سلاح الفرسان في معركة أجنادين، كما شارك في معركة اليرموك التي كانت مقدمة لفتح بلاد الشام كلها.
يروي سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد مشاهد المعارك مع الروم يوم اليرموك، حيث أعجب بموقف أحد المقاتلين المسلمين وهو يمتشق حسامه ويمضي إلى لقاء العدو بكل بسالة. هذا الموقف أثّر في سعيد بن زيد، فنزع عن فرسه، وجثا على ركبته، وشرع رمحه ليطعن به أول فارس رومي يقبل عليهم، فيقتله. ثمّ ثب سعيد بكل قوة وشجاعة نحو العدو، وقد انتزع الله كل مشاعر الخوف من قلبه، فثور الناس، وقبلوا على قتال عدوهم، فيكتب لهم الله عز وجل النصر على أعدائهم، ويفتح لهم فتحاً مبيناً.
سعيد بن زيد رضي الله عنه كان من أوائل من استجاب لدعوة الإسلام، وكان من المهاجرين الأولين. آخى النبي الكريم بينه وبين أبي بن كعب. توفي رضي الله عنه سنة إحدى وخمسين للهجرة في قصره بالعقيق، ثمّ حمل إلى المدينة المنورة ليدفن فيها وصلي عليه المسلمون بمسجد النبي الكريم. كان عمره حين وفاته بضع وسبعين سنة.
كان حب الجهاد في قلب سعيد بن زيد مبلغاً جعله يعتذر عن إمارة دمشق التي كان أول أمير لها، ليعود جندياً في كتائب المجاهدين المنطلقة لفتح البلاد، وتحرير العباد. إن جهاد سعيد بن زيد هو مثال حي على التضحية والإخلاص في سبيل الله.
