تعد رواية "البؤساء"، التي كتبها الدكتور فيكتور هوغو، واحدة من الأعمال الأدبية الأكثر تأثيرًا وإمتاعًا في تاريخ الأدب العالمي. تتناول الرواية مجموعة واسعة ومتشابكة من الشخصيات التي تلعب أدوارًا حاسمة في مسار الأحداث وتعقيد القصة الدرامية. سنستعرض هنا أهم هذه الشخصيات ونحلل دورها الرئيسي في الرواية.

1. جان فالجان: بطل الرواية، يبدأ حياته كشخص مجرم فقير لكنه يتحول إلى رجل خير متسامح ومخلص بعد لقائه مع أبيت فاردنيه. يلعب دوراً محورياً في توجيه أحداث القصة ونمو شخصيته يعكس تغييرات عميقة في المجتمع الفرنسي خلال القرن التاسع عشر.

1. أبيت فاردنيه: الراهبة الصوفية الحكيمة التي تشكل حياة جان فالجان وتساعده على تبديل طرقه. لها دور مؤثر في تعليم مبادئ الأخلاق والإحسان لدى فالجان وفي تطوير مشاعر التعاطف والتغيير داخل الشخصية الرئيسية.

1. كوسمونت فاوريير: المحقق الجاد الذي يحاول دائمًا القبض على جان فالجان رغم عدم معرفته بتغييره الكبير نحو الخير. يؤدي دوره في الرواية إلى خلق توتر بين الخير والشر ويعزز دافع Faljean للهروب والحفاظ على سره الطيب الجديد.

1. إيتيني مادلين ثيناردير: ابنة المتسول الفقيرة اللتي تجد طريقها إلى عائلة ثمينة بسبب مجهودات جان فالجان السرية. ترمز إلى قيم النقاء والبراءة ويمكن اعتبارها مثالاً للحياة الجديدة المُمكنة عندما يتم تقديم المساعدة الإنسانية صادقةً وغير مدروسة للآخرين.

1. جاڤيروتس: والد الثنائي الشرير ماريسوس وجافيروتس الشابة والمُخدوع بها بشكل كبير . يمثل الجانب السلبي للمجتمع حيث يسعى لتحقيق مكاسبه الخاصة حتى لو كانت على حساب الآخرين مما يخلق خلافات مع شخصية Jean Valjean ويضيف طبقة أخرى للقضايا الاجتماعية المطروحة ضمن السياقات التاريخية للعصر.

1. إنيز أنتومارشان: زوجة Javert والتي غالباً ما تكون أقل بروزا مقارنة بشريكها ولكن حضورها مهم لفهم ديناميكيات العلاقة الزوجية ومدى تأثر قراراته وأفعاله بالأحوال المنزلية والعلاقات الشخصية المؤثرة عليه خارج محيط العمل والأداء المهني الواضح له كمأمور شرطة مخلص وملتزم بالقانون بكل حرف منه حرفيًا وبلا رحمة ولا تساهلات بشرية لاحتمالات الخطاء الإنساني العاملة بموازاة قانون البشر الأعظم!!

1. السيد مارسيل مورسو : زعيم سياسي بارز وغاضب ضد الظلم الاجتماعي ويتواجد خلف أغلب فعاليات الطلاب المناضلين دفاعاً عن حقوق الإنسان وحرياتها المدنية والفكرية بل والشعوب كذلك ، فهو رمز للإصلاح السياسي والنقابات العمالية آنذاك ومازال صداه يشعر به الناس عبر الزمن لما حمل خطابه الشعبوي الشعبي المبسط روح الحرية والكرامة لكل فرد بغض النظر عن موقعه الطبقي والثوري ذلك الوقت

هذه بعض من الشخصيات الرئيسية ورواتها ضمن ملحمة "البؤساء"، كل منها يساهم بصورة مختلفة لتكوين صورة المعارك الداخلية والخارجية للأفراد والجماعات تحت وطأة مجتمع غير مستقر اجتماعيًا واقتصاديًا عقب فترة حكم نابليون بونابرت الشهيرة عالميًا وثورات يوليو١٨٣٠ وحديث عام ١٨٤٨ والذي سبقتها بنفس العام الثورة الفاشلة لأول نوفمبر فرنسيا تلك السنة ذاتها !!إنها حقائق تستحق التدبر والقراءات المستفيضة للتعمق بموضوعات الحرمان والاستبداد وكيف يمكن للنبل الإنساني والمواساة الرحمانية تغيير مصائر الأشخاص ورد الاعتبار لمن يستحق الحياة بكرامة وعلى أسس العدالة المجردة فوق كل اعتبار !