قصة مسلسل حريم السلطان: رحلة سلطنة سليمان القانوني عبر الزمن

"حريم السلطان"، ليس مجرد مسلسل تلفزيوني عادي؛ إنه نافذة تُفتح أمامنا لنتعرف على واحدة من أهم الحقبات التاريخية في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. المسلس

"حريم السلطان"، ليس مجرد مسلسل تلفزيوني عادي؛ إنه نافذة تُفتح أمامنا لنتعرف على واحدة من أهم الحقبات التاريخية في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. المسلسل التركي الشهير يُقدّم لنا شخصية السلطان سليمان القانوني، أحد أشهر وأعتى ملوك تلك الفترة.

ولد سليمان القانوني وعمره ٢٦ عاماً فقط ليبدأ مسيرة ملحمية تولّى فيها حكم إحدى أقوى الدول آنذاك -الإمبراطورية العثمانية-. بدأ حكمه بمهمة سامية تتمثل في جعل دولته "الدولة الأكثر قهر"، نسجاً على نهج إسكندر الأكبر المتوج بتوسعات واسعة النطاق. ويتبع ذلك مشهد مهم حين تنصيب الملك وتبنيه اسمه البارز وارتباطاته الجديدة بالقصور الفخمة مثل قلعة طوب قابي الواقعة بالعاصمة اسطنبول.

على الرغم من مسؤولياته الجسيمة، فقد عرف هذا السلطان الروح الإنسانية مما جعله يغتنم الفرصة للتزوج بالروسية "الكسندرا لوريزا". تزامن هذا الحدث الكبير بإعلان ولادتهم المشتركة لإبنهما المنتظر والذي سيُسدل ستاره مستقبلاً كنقطة تحول أخرى ضمن الأحداث الدراماتيكية لهذه القصة المثيرة والتي غيرت مجرى التاريخ الحديث للأبد.

لكن الأمر لم يكن كلّه متعلقًا بالأمج والألقاب النبوية فحسب؛ ففي قلب هذه المحكمة المهيبة يكمن عالم آخر مليء بالحكايات والمآسي الشخصية لسكان البيت الداخلي المعروف باسم "الحريم". تجتمع فيه النساء ممن هن تحت حماية الذكر الذكور داخل المجتمع الإسلامي قديمًا وينتمين لأصول مختلفة ومراكز اجتماعية متنوعة أحياناً تعارض مصالح بعضهن البعض أيضًا! فهناك مثلاً حبكات درامية بين الأمهات وكل زوجات أبنائهن اللواتي تسعى إلى تثبيت مكانتها وسط فتنة المنافسة المستمرة بشأن الحصول على رضا ابنها وحبه بشكل خاص بالإضافة لما يسمى بحروب النفوذ الخفية خاصة للحريم ضد السياسات الحكومية نفسها!!

إن سرد تفاصيل الحياة اليومية داخل غياهب المجالس الخاصة والحواجز الاجتماعية المرتبط بها عامل جذب هائل يجذب مشاهدينا نحو شاشة التلفزيون حتى يومنا الحالي رغم مرور سنوات عديدة منذ عرض الموسم الاول منه اول مرة. إن مسلسل "حريم السلطان" أكثر بكثير من مجرد عمل ترفيهي خالص فهو ذاكرة حيّة للعظمة والإنسانية والتحديات الإنسانيّة المؤلمة أيضا لكل البشر الذين تأثر بهم التاريخ ومازال يستمر التأريخ لهم بصفحاتها المختلفة.. إنها دعوة مفتوحة للتفكير والنظر في واقع الماضي القريب واستخلاص العبرة منه لنستلهم منه درسًا جديدًا حول قوة العلاقات الإنسانية وكيف يمكن لدبلوماسيتها الحميدة أن تحقق انتصار دائم مهما تبدلت المواقف السياسية والاجتماعية مع الوقت المتغير !


بدرية الدرويش

4 블로그 게시물

코멘트