• صاحب المنشور: رندة الشهابي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تقدماً متسارعاً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، مما فتح أبواباً جديدة للابتكار والإنتاجية ولكنها أيضاً خلقت مجموعة معقدة ومتعددة الأوجه من التحديات القانونية. هذا المقال يدرس كيف تعامل كل من الولايات المتحدة والصين - كقوتين عالميتين رئيسيتين في مجال الذكاء الاصطناعي - مع هذه القضايا الحساسة.

**الولايات المتحدة الأمريكية:**

تعمل الحكومة الأمريكية على تطوير سياسات تحاول الموازنة بين تشجيع الابتكار والتكنولوجي وتوفير الضمانات اللازمة لحماية حقوق الإنسان والخصوصية. أحد الجوانب الرئيسية لهذا هو قانون "تحديد المعايير الأخلاقية لأبحاث الذكاء الاصطناعي" الذي أقره الكونجرس الأمريكي عام 2019. يشجع هذا القانون البحث العلمي حول الآثار الاجتماعية والأخلاقية للتطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي ويحث الحكومتين الفيدرالية والمستويات المحلية على تقييم عواقب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قبل نشرها. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مستمرة نحو وضع قوانين تنظيمية أكثر تحديدًا مثل مشروع قانون "فرض ضوابط أخلاقية على ذكاء الآلات"، والذي يسعى لتأسيس لجنة فدرالية لمراقبة استعمال الذكاء الاصطناعي وضمان الامتثال للمعايير الأخلاقية.

**الصين الشعبية:**

على الجانب الآخر، اتخذت الصين نهجاً مختلفاً. بينما أعرب الرئيس شي جين بينغ عن دعم بلاده لاستخدام الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات، إلا أنه شدد أيضًا على أهمية الأمن الوطني والحفاظ على النظام العام. وقد أدى ذلك إلى وضع قوانين صارمة بشأن حماية البيانات الشخصية واستخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الجمهور. أكبر مثال على ذلك هو نظام "الائتمان الاجتماعي" الصيني الذي يستخدم بيانات كبيرة ومكتسبات الذكاء الاصطناعي لتقييم مواطنيه بناءً على تصرفاتهم اليومية. رغم الانتقاد الدولي لهذه السياسات بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، تعتبر السلطات أنها ضرورية للحفاظ على الاستقرار والنظام داخل المجتمع.

بالنظر إلى هذين النهجين المختلفين، نرى أن كل دولة تواجه تحديات فريدة مرتبطة بتنظيم الذكاء الاصطناعي ضمن إطار سيادتها الخاصة. إن فهم كيفية إدارة هذه الدول لهكذا ثورة تكنولوجية قد يساعد البلدان الأخرى في صياغة القواعد والقوانين ذات العلاقة بحكم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة. إنها رحلة مليئة بالتحديات لكنها محفوفة بالإمكانيات الهائلة لإحداث تغيير جذري في حياتنا اليومية وكيف نتعامل مع بعضنا البعض والثقافة حولهما كمجتمع عالمي واحد.