- صاحب المنشور: وسيلة الزياني
ملخص النقاش:
في هذا الكتاب، يسلط عبد الرحمن بدوي الضوء على التحديات التي واجهت العقل العربي أثناء عملية التحول نحو الحداثة. يناقش المؤلف كيف أثرت الثقافة العربية التقليدية والبيئة الاجتماعية والسياسية التاريخية في تشكيل وجهات النظر حول التكنولوجيا والقيم المعاصرة. يشير بدوي إلى الفجوة بين القديم والحديث وكيف أنها أدت إلى تردد المجتمعات العربية في تبني الأفكار الغربية. يعرض أيضاً كيفية تأثير هذه العملية على مختلف جوانب الحياة مثل التعليم، الاقتصاد، والعلاقات الدولية. يتميز كتاب بدوي بمناقشة عميقة ومفصلة لهذه القضايا، مما يجعله مرجعاً هاماً لفهم الدور الذي لعبته الحداثة في العالم العربي.
**الفصول الرئيسية**
الفصل الأول: الجذور التاريخية للعقل العربي
يبدأ بدوي بتفحص تاريخ العقل العربي منذ الفترة الإسلامية الأولى حتى القرن العشرين. يتناول دور الترجمة وتأثيرها في نقل المعرفة اليونانية والأفلاطونية إلى الأمة العربية. كما يشير إلى أهمية المدارس والفلاسفة العرب الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير علوم الرياضيات والفلسفة. بالإضافة إلى ذلك، يقارن الكاتب بين الطرق المختلفة للتفكير داخل العالم الإسلامي مقارنة بالمنظورات الأوروبية الحديثة.
الفصل الثاني: تحديات العصر الحديث
يستكشف البدوي هنا كيفية مواجهة المجتمعات العربية للتغيرات الهائلة الناجمة عن ظهور الصناعة والحركات الوطنية والإمبريالية. ويبرز التوتر بين الأصالة والتجديد، وبين المحافظة والمغامرة. يؤكد المؤلف على ضرورة توازن بين الاحترام للتراث والثقة بالمستقبل المبنيّعلى أساس معرفي حديث ومتطور.
الفصل الثالث: العلمانية والديمقراطية
يتناول هذا الجزء من العمل الآثار الاجتماعية والسياسية لتطبيق مفاهيم علمانية وديمقراطية غير مستقرّة مجتمعيًا وثقافيًا ضمن السياقات المحلية المتنوعة. ويتساءل عما إذا كانت هناك طرق أخرى ربما تكون أفضل لأنظمة الحكم السياسي تتناسب أكثر مع القيم والمعايير العربية التقليدية.
الفصل الرابع: المرأة والشأن العام
يشرح بدوي أيضًا مكانتها الخاصة للمرأة فيما يتعلق بالحركة العالمية للأدوار الأنثوية الجديدة والتي انتشرت خلال فترة الاستعمار وما بعدها مباشرةً. ويتحدث عن الصراع البيني لكسر الأعراف القديمة وضمان الحقوق الأساسية للإناث مقابل تقبل أفكار غريبة تماما بالنسبة لنظام قيمي محلي متصل بجذر ثقافته تحت اسم "الاستقلال".
الخلاصة والاستنتاج
وفي النهاية يدعو بدر الدين للقراء لمزيد من البحث والنظر الذاتي المستمر لتحقيق نوع خاص من الانسجام الاجتماعي المثالي والذي سيسمح بالتكيف السليم لكل جديد بدون خسارة هويتهم الأصلية وقيمه الراسخة داخلهم . ويكتب قائلاً : \"إن المهم هو عدم قطع الصلة جذريّاَ ولكن القيام بعمل دؤوب لإعادة بناء الثوابت بطريقة جديدة حتّى يستطيع الإنسان الجمعُ بين القديم الجديد والحفاظ عليهما سوياً."
