إن عالم البحار مليء بالحياة البحرية المتنوعة، والتي يمكن تصنيفها إلى فئتين رئيسيتين بناءً على البيئة التي تتواجد فيها؛ أسماك المياه العذبة وأسماك المياه المالحة. يختلف كل منها عن الآخر في العديد من الجوانب بما في ذلك الأحياء والشكل والتكيفات مع محيطاتهما الفريدة.
تتميز أسماك المياه العذبة عادة بحجم أصغر مقارنة بنظيراتها الملحية بسبب الضغط المنخفض والعناصر الغذائية الأكثر وفرة نسبياً. هذه الأنواع غالباً ما تعيش في الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة، وهي بيئات ذات مستويات منخفضة نسبياً من الأملاح الذائبة. تشتهر بأنظمة التنفس الخاصة بها، حيث تستخدم الخياشيم لامتصاص الأكسجين الموجود في الماء مباشرة بدلاً من الاعتماد على الهواء كما تفعل الحيوانات الأرضية. بعض أمثلة أشهر أنواع أسماك المياه العذبة هي سمكة القرش البلطي والسمكة الشمسية وأسماك الزينة مثل الغوريامي والكولي.
بينما تعتبر أسماك المياه المالحة أكثر تنوعاً بكثير وتوجد بشكل شائع في المحيطات وبحورها ومستنقعاتها وغيرها من المسطحات المائية كبيرة الحجم والمالحه بدرجة عالية نسبيًا. تعتمد معظم هذه الأسماك على نظام تغذية متخصص يسمح لها بالاستمرار تحت ظروف ملوحة مرتفعة جدًا قد تكون مميتة لغيرها من الحيوانات الأخرى. تتميز أيضا بمقاومة أعلى للأمراض والحشرات الخارجية نظرًا لأن البيئة المالحة غير مواتيه لهذه الكائنات الدقيقة عموما. مثال بارز على هذا النوع هو سمكة القرش والدلافين والسلاحف البحرية بالإضافة للأسماك الصغيرة التي تتغذى عليها مثل الجوبي والصيدلي.
بالإضافة لتلك الاختلافات الرئيسية هناك أيضًا فروقات دقيقة فيما يتعلق بالتطور الوراثي وسلوكيات التواصل والإنجاب لكل نوع حسب احتياجاتهما البيئية المختلفة تماما. ومع ذلك فإن كلا النوعان يشتركان في الهدف المشترك وهو الصراع اليومي ضد الظروف الطبيعية للحفاظ على حياة صحية ومتوازنة داخل مواطن إقامتهم المرنة جدا. إن دراسة الطرق الاستراتيجية التي تدافع بها هذان العالمان المختلفان حولهما يساعد البشر على فهم أفضل للعلاقة المعقدة بين الإنسان والنظام البيئي العالمي الكبير والمترابط للغاية .
