- صاحب المنشور: توفيقة بن صالح
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب العربي. هذه المنصات توفر تواصلًا واسع النطاق وتتيح للأفراد مشاركة أفكارهم وأنشطتهم اليومية مع الآخرين حول العالم. ولكن، مع كل الفوائد التي تقدمها، هناك مخاوف متزايدة بشأن الآثار السلبية المحتملة لهذه الوسائل على الصحة النفسية للشباب.
من بين القضايا الرئيسية هو التأثير السلبي للضغط الذي يمارسه المجتمع الإلكتروني. الشباب قد يشعرون بالتوتر بسبب الحاجة المستمرة لمواكبة الاتجاهات أو للحصول على عدد كبير من "الإعجابات" والتعليقات على منشوراتهم. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق وانخفاض الثقة بالنفس. بالإضافة إلى ذلك، التعرض المستمر للمحتوى السلبي مثل الأخبار السيئة أو الصور غير المناسبة قد يساهم أيضًا في مشاعر الاكتئاب والإرهاق النفسي.
كما يُظهر البحث أن الهوية الشخصية عبر الإنترنت قد تتداخل مع الذات الحقيقية. الشخصيات المتعددة التي يستخدمها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي قد تخلق شعورًا بالإرباك وعدم الثبات الذاتي. كذلك، الافتقار إلى التفاعل الوجهي وجهًا لوجه يمكن أن يؤثر سلبًا على المهارات الاجتماعية والتعبير العاطفي لدى بعض الشباب.
على الجانب الإيجابي، العديد من الدراسات تؤكد أيضًا دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الدعم الاجتماعي والصحة النفسية. يمكن لهذه المنصات أن تكون مصدر دعم للعزلة الاجتماعية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيداً عن عائلاتهم أو لديهم محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية النفسية التقليدية.
باختصار، بينما تحتفل الثقافة العربية الجديدة بتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من المهم الاعتراف بأن الاستخدام الزائد وغير الصحي لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يسبب تحديات حقيقية فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية. الحل ليس بالتوقف الكامل عن استخدام هذه الأدوات ولكن بتطبيق الاستراتيجيات الصحية - مثل تحديد حدود زمنية للاستخدام، ومراقبة نوع المحتوى الذي يتم استيعابه، وتعزيز العلاقات الواقعية - للتغلب على أي آثار ضارة محتملة.
