تشتهر شجرة الزيتون بتحملها للأحوال البيئية القاسية وتعايشها الطويل. تعتبر هذه الشجرة العملاقة واحدة من أكثر الأشجار ديمومةً في العالم، إذ يمكنها بلوغ عمر يزيد عن 80 عاماً بالإنتاج المستمر للزيتون وزيت الزيتون. ولكن، قد يستغرق الأمر عدة سنوات حتى تصبح قادرة على الإنتاج الكامل. عادة ما تتطلب شجرة الزيتون حوالي ثمان سنوات لبدء الثمار الأولى لها، إلا أنها لن تنتج زيتون ذات جودة عالية إلا ابتداءً من السنة الخامسة عشرة إلى الثانية والعشرين من عمرها. هذا التأخير يعطي دليلًا على أهمية الانتظار والصبر للحصول على المنتجات الأمثل.
تتمتع شجرة الزيتون بشخصيتها المميزة التي جعلتها محبوبة عبر العصور. إنها شجرة دائمة الخضرة مورقة، ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى أكثر من اثني عشر متراً. أغصانها كثيفة والأوراق رميحية الشكل، بنية داكنة اللون فوقًا وبنية فضية أدناه. أما الجزء الأكثر تميزًا هو قدرتها الدائمة على إعادة التشجير من خلال تطوير جذوع جديدة من جذورها القديمة إذا فقدت أحد أغصانها. تاريخيًا، بدأت شجرة الزيتون حياتها في جزيرة كريت اليونانية منذ حوالي 3,500 سنة قبل الميلاد، وقد انتشرت لاحقًا لتصل إلى معظم الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط بما فيها إيطاليا وإسبانيا - وهما رائدتا الإنتاج العالمي للزيتون اليوم.
تفضل شجرة الزيتون نماؤها في المناطق شديدة الحرارة والجافة، ولا تزدهر جيدًا تحت الظروف الرطبة الباردة خاصة أثناء فصل الشتاء. لذلك، يُفضّل اختيار موقع مناسب عند زراعتها يشمل توافر ضوء الشمس بكثرة وجفاف معتدل في التربة. من المهم أيضًا ترك المساحة الوافية لكل شجرة لانتشارها الكامل - حوالي ستة أمتار بين كل منها أخرى - وذلك لمنحها فرص النمو والتطور بدون حواجز مادية. بالإضافة إلى ذلك، تبقى مبادئ الري والإخصاب بسيطة نسبيًا بالنسبة لشجرة الزيتون: تحب الأرض الخام غير المعرضة للإضافات الثقيلة مثل السماد والمياه المصنفة وغيرها من المواد الناجمة عن عملية التصريف الصحي والتي تؤثر سلبًا عليها بغزارة لأن ذلك يؤجل بداية مرحلة الاثمار لديها لفترة طويلة جدًا. بالتالي، إن اتباع هذه النصائح يساهم بلا شك في دعم نجاح ورعاية شجرَتيْ الزِيتونة الخاصة بك!
