في عمق البحار يكمن عالم غامض يحوي إحدى عجائب الطبيعة الغريبة، وهي سمكة فقاعة التي تعيش بين ظلال الأعماق المظلمة.

تُعرف هذه الكائنات الفريدة باسم أسماك الماء العميق نظرا لإقامتها الدائمة تحت سطح البحر بمئات الأمتار. تسمى كذلك بسبب شكل جسمها الأنبوبي الشبيه بالفقاع

تُعرف هذه الكائنات الفريدة باسم أسماك الماء العميق نظرا لإقامتها الدائمة تحت سطح البحر بمئات الأمتار. تسمى كذلك بسبب شكل جسمها الأنبوبي الشبيه بالفقاعات والذي يساعدها على الطفو والتكيف مع الضغط الهائل للمياه عند تلك الطبقات. هذا النوع من الاسماك ينتمي لعائلة Gasterosteidae وهو ذو أهميته الخاصة ضمن النظام البيئي البحري.

تتميز سمكة الفقاعة بصغر حجمها عادة - قد يصل طول الواحدة منها فقط إلى حوالي عشرين سنتيمتر-. ومع ذلك، فإن لونها الجذاب والخطوط المتعرجة البراقة عليه تجعل لها حضورًا مميزًا وسط الظلام الخافت للأوحال البحرية العملاقة. بالإضافة لذلك، تمتلك عينان كبيرتان نسبياً مقارنة بجسدها لتساعدها على الرؤية بشكل أفضل في بيئة ذات ضوء قليل جدًا.

على الرغم من صعوبة دراستها نظرًا لموائلها غير التقليدية وغياب التقنيات المناسبة سابقا لرصد مثل هذه المناطق، إلا أن علماء الأحياء البحرية اكتشفوا مؤخراً أنها تلعب دورًا مهمًّا كجزء حيوي من الشبكة الغذائية للبحر. فهي تعتمد أساساً على الصيد ليلاً باستخدام فكيها القويتين لاستهداف الفرائس الصغيرة الحجم والتي تشكل جزءا مهماً من نظام غذائي العديد من الحيوانات الأكبر حجما.

بالرغم مما يبدو أنه تحدٍ كبير للعيش في أماكن مليئة بالقوة الضاغطة والنور القليل، فقد أثبتت أسماك الفقاعة قدرة مذهلة للتكيُّف والصمود داخل محيطاتها المرعبة والعجيبة! إنها حقا واحدةٌ من أكثر مخلوقات الله إبداعا وتفردا.


عبد الحميد السالمي

12 בלוג פוסטים

הערות