تثير فكرة "البذرة الأكبر" فضول العديد من محبي الزراعة ومهندسي المناظر الطبيعية، وتشجع الحماس لاستكشاف عالم النباتات الغنية والمتنوعة. عند الحديث عن أكبر بذور قابلة للزراعة، فإن الأمر يرتبط بشكل أساسي بالحجم الفسيولوجي وليس الجسدي فقط؛ إذ توفر بعض أنواع الأشجار والنباتات العملاقة فرصًا فريدة للتجربة العملية والتعبير الإبداعي ضمن حدود الحديقة المنزلية.
أحد الأمثلة الرائعة هو نبات نخيل لوبي سيروس (Lodoicea maldivica) والذي ينتج واحدة من أكبر البذور بين جميع النباتات البرية المعروفة للإنسان حتى الآن. هذه البذور الضخمة والتي تعرف باسم "قواقع البحر"، يصل وزن الواحدة منها إلى كيلوجرام تقريبًا! رغم هذا الحجم الكبير، إلا أنها تحتاج لأكثر من شهرين لتبدأ عملية الإنبات بعد زرعها مباشرةً. ومن الجدير بالذكر أنه ينبغي للمبتدئين التعامل مع مثل تلك الأنواع تحت إشراف خبير وبمراعاة الظروف البيئية المثالية لتحقيق أعلى معدلات نجاح ممكنة.
وفي سياق مشابه، تعتبر بذور الخروع أيضًا كبيرة نسبيًا مقارنة بعدد كبير من المحاصيل الزراعية الأخرى. تتميز ثمار الشجرة بأنها تحتوي عادة على ما بين ثلاثة وأربعة بذور ذات شكل بيضاوي وملمس قاسٍ قليلاً. قد تتراوح أحجام هذه البذور من نصف سنتيمتر إلى أكثر من ثلاث سنتميترات اعتمادًا على صنف الشجرة ومتوسط نموها. وعلى الرغم مما يبدو عليه الخارج القاسي لهذه البذور، إلا أنها سهلة الانكسار بسبب محتواها الدهني العالي؛ لذلك غالباً ماتستخدم كمصدر غذائي دسم للطيور والثدييات الصغيرة عوضاًعن كونه مضراً لها كما يُعتقد شائعاً.
بالإضافة لما سبق ذكره سابقاً، تجدر الإشارة كذلك لبذور أخرى تستحق الاهتمام نظراً لحجمها غير المتوقع نسبياً مقارنة بمظهر المصنع النهائي الناتج عنها. مثلا، تحظى براعم الأرز باهتمام واسع نظرًا لإمكانيتها الاستخدام الغذائية الهائلة بالإضافة لشكلها المدبب الطويل نسبياً داخل حبة الشعير الخاصة بها. بينما يوجد أيضا نوع آخر وهو بذور نخيل ساجو المسطح والذي يستخدم أساسا لصناعة منتجات مختلفة بدءاً بالأخشاب وانتهاء بإنتاج مواد بناء متينة للغاية، إذْ يتمتع بنوع قلاب مصنوع خصيصاً للاستعمال اليومي. أما بالنسبة لرأس مريم -المتوطن بكثافة وسط الصحراء العربية خاصة- فهو معروف بحجمه الصغير لكن تأثيره الأعظم يكمن بتقديم دفعات مكملة للعناصر المغذية عندما يتم دمجه بطرق مختصة أثناء عمليات التحضير المختلفة لفاصولياء فول الصويا وغيرها الكثير من المنتجات المعتمدة عليها مباشرةً خلال مراحل انتقاء ونقع واستخلاص المركبات المفيدة داخله للحصول علي نتائج مرضيه لديهن اهتمامهن بكل تفاصيل حياة الإنسان سواء صحيفة كانت أم مجتمعانية عامة بما فيها مجالات الريفية تحديدًا هنا .
ختامًا، إن فهم طرائق استخراج وتحليل سمات كل مرحلة حياتية لنوع معين تحمل أهميته القصوى لمن يرغبون حقًا بزراعة أصناف جديدة تماماً مبتعدين بذلك عمّا اعتادوا رؤيته قبل عدة عقود بينما يحافظون ايضا علی تراث المجتمع القدسيّ الموغل في القدم والمستدام أثاره عبر التاريخ المجيد للدولة الوليدة حديثآ فأنتجت لنا حضارة عظيمة تسعى دوماً للمزيد من الاعمال المشرفة تجاه الإنسانية جمعاء نحو صرح علم ثابت يساهم بناء مستقبل مشرف للأجيال الآتية ..
