• صاحب المنشور: نعيمة بن موسى
  
  ملخص النقاش:
  في ظل الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، أصبح العالم أكثر ترابطاً وترابطاً. بينما توفر لنا التقنيات الحديثة العديد من الامتيازات مثل سهولة التواصل والوصول إلى المعلومات والمعرفة بسرعة غير مسبوقة، إلا أنها جلبت أيضاً مجموعة من التحديات الجديدة المتعلقة بالصحة النفسية. هذا المقال يستكشف كيفية تأثر الصحة العقلية بالتكنولوجيا وكيف يمكننا مواجهة هذه التأثيرات بطريقة صحية ومثمرة.

من جهة، تسهّل وسائل التواصل الاجتماعي الاتصال البشري وقد تساعد الأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو الاكتئاب بسبب قدرتها على الربط بين الناس عبر المسافات الطويلة. ولكن نفس المنصة قد تكون مصدرًا للضغط النفسي أيضًا إذا تم استخدامها بصورة غير متوازنة. البحث الدائم عن "الكمال" الذي تقدمه الصور المثالية والمشاركات الخالية من المشاكل الحقيقية قد يؤدي للشعور بالنقص وبالتبعية لتقييم الذات بناءً على الإعجابات والتعليقات. بالإضافة لذلك، التعرض المستمر للأخبار السلبية والعواطف الجياشة عبر الانترنت ربما يزيد من القلق والاكتئاب.

ومن ناحية أخرى، أدى الوجود الكثيف للتكنولوجيا للحياة اليومية لأزمة حقيقية فيما يتعلق بجودة النوم. الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الذكية تصدر ضوءًا زرقاء اللون والتي تعيق إنتاج الميلاتونين - الهرمون المسؤول عن النوم. كما تشجع التطبيقات والتحديثات المنتظمة المستخدمين للاستمرار في العمل حتى بعد انتهاء ساعات عملهم الرسمية مما يسبب نوعاً جديداً من الاستنزاف النفسي يعرف باسم الإرهاق الرقمي.

لكن رغم كل هذه التحديات، فإن هناك فرصة كبيرة لاستخدام التكنولوجيا كأداة لتحسين الصحة العقلية أيضا. تتزايد شعبية تطبيقات الرعاية الصحية الذهنية التي تقدم جلسات العلاج النفسي واستشارة المدربيين الشخصيين وغيرها الكثير اونلاين. كذلك تستفيد بعض الأبحاث العلمية من البيانات الضخمة المتاحة عبر الإنترنت لفهم الأمراض العقليّة بشكل أفضل وتطوير علاجات أكثر فعالية لها.

ختاماً، إن فهم كيفية تأثير التكنولوجيا على حياتنا أمر ضروري لإدارة توازن صحي معها. إن تحقيق ذلك يعني وضع حدود واضحة للاستخدام واختيار محتوى مفيد والاستثمار في طرق مبتكرة للعناية بنفسيتنا داخل عالم رقمي متغير باستمرار. إنها رحلة مشتركة تتطلب الصبر والحكمة والنظر بعين الاعتبار لكل الجانبين الإيجابي والسلبى لهذه الثروة التكنولوجيّة العملاقة الملتففة حول وجودنا الحالي.