- صاحب المنشور: نوفل الدين التلمساني
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، يجد العديد من الأفراد أنفسهم يكافحون من أجل توازن متطلبات عملهم مع حياتهم الشخصية. هذا التحدي ليس جديدًا ولكنه يكتسب أهمية أكبر بسبب زيادة ضغوط الوظائف وقرب أماكن العمل والمنزل من بعضها البعض في البيئات الحضرية. يشمل ذلك مجموعة واسعة من التأثيرات مثل الإرهاق الذهني، والتعب الجسدي، وصعوبات الأسرة والعلاقات الشخصية، وانخفاض الرضا الجنسي، بالإضافة إلى تأثير سلبي على الصحة العامة والعافية النفسية.
فهم المشكلة:
- العمل الزائد: الكثير من الأشخاص يعملون لساعات طويلة أو يعيدون عمل مشاريع خارج ساعات الدوام الرسمية مما يؤدي إلى فقدان الوقت الذي كان يمكن قضاؤه في الراحة والاستمتاع بالأنشطة المنزلية والأسرية.
- التواصل المستمر: مع ظهور التقنيات الحديثة، أصبح التواصل عبر البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، المكالمات الصوتية والفيديوهات أمرًا شائعاً حتى خلال الأوقات غير الرسمية للعمل. هذا يمكن أن يخلق شعوراً مستمراً بأن هناك انتظاراً دائماً لتقديم المزيد من الخدمات أو القيام بمهام إضافية.
- الاستقلالية المنخفضة: عندما ترتبط فرص الترقية والسعادة الوظيفية ارتباط وثيق بأداء العمل بدون وجود حدود واضحة بين الحياة الخاصة والشخصية، قد تشعر النساء خاصة أنهن مجبرين على تقديم تنازلات كبيرة بشأن توازنهن العام وتماسك عائلتهن وأطفالهن.
استراتيجيات لتحقيق التوازن:
- وضع الحدود: تحديد توقيت محدد لبدء وانتهاء اليوم المهني هو خطوة مهمة نحو خلق مساحة للحياة خارج نطاق العمالة. استخدام أدوات تكنولوجية كتطبيقات "Turn Off The Lights" التي تُطفئ الضوء عند عدم الاستخدام لمدة معينة يمكن أن يساعد أيضًا في ترسيخ هذه الفكرة لدى نفس العقلي للشخص.
- تشجيع ثقافة مرنة: الشركات والمؤسسات التي تقدم سياسات رسمية لدعم دوام جزئي، مكان عمل افتراضي طوعيًا، أيام عطلات بحرية وغيرها تساعد موظفيها بكثافة على تقدير وقت فراغهما بطريقة صحية وبالتالي تعزيز إنتاجيتيتهم وتحسين جودة كفاءتها بإطار زمني محدود أقل توترًا أكثر راحة نفسيًا.
- الرعاية الذاتية: ينبغي للموظفات بشكل خاص الحرص على تنظيم جدولهن الخاص وتمارين الرياضة المنتظمة واتخاذ فترات قصيرة للاسترخاء وممارسة الهوايات الإنسانية المختلفة سواء كانت القراءة أو الكتابة أو الموسيقى أو الفنون الأخرى...إلخ...فهذا يساهم بحفاظ الجسم والصحة العامة وعلى تقوية الروابط الاجتماعية داخل أسرتها الصغيرة والكبيرة أيضا مما يجلب سعادة وفائدة لكل فرد فيه.
الخلاصة:
إن تحقيقا للتوازن بين الجانبين المهني والحياة الشخصية يتطلب جهودًا مشتركة ومتكاملة وليست مسؤولية شخصية واحدة فالطرف الحكوميين والدوليين عليهم تحمل بعض المسئولية بتوفير وسائل دعم أفضل لحماية حقوق العمال وتعليم المجتمع حول مخاطر اختلال تلك الموازنة وما لهاآثار جانبية سيئة فيما لو لم تجد حلولا مناسبة لذلك الأمر الخطورة. ومن الجدير ذكره هنا ضرورة حصول كل امرأة عاملة لديها مسؤوليات أسرية وعائلات صغيرةعلى دعم زوجها وإداراته المناسبة لأطفالهم حتى يتمكنوا هم الآخرون -أي الأطفال- بجذب اهتمام الأمهات أثناء فترة اقتراب نهاية مدة العمل اليومي وهكذا تستطيع جميع أفراد الأسرة الحصول على قدر مناسب مناسب لهم جميعًا وهو حق مشروع ضمن القانون الدولي للأمم المتحدة وفي معظم دول العالم المتوفر بها دستور يتضمن قوانين خاصة بالأسرة والإنسان بشكل عام وليس فقط الرجال الذين غالبًا ما يستغلونه لصالح أغراض ذاتيه ذات طبيعه مغالى بيها .