يعيش المها العربي في بيئة متنوعة تشتهر بصخب الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية وخارجها. هذا النوع النادر من الظباء قد تغير مدارسه عبر الزمن بسبب عوامل مختلفة مثل الصيد الجائر والخسارة التدريجية لموائلها الطبيعية.
في الماضي البعيد، كان المها العربي ينعم بمستعمرات واسعة في صحاري مصر وسيناء، بالإضافة إلى مناطق أخرى كثيرة حول البحر الأحمر. ومع ذلك، تعرضت هذه السكان للقتل المتزايد واستنزاف مواردها الغذائية، مما أدى إلى تناقص كبير في أعدادها.
اليوم، يمكن رؤية المها العربي بكثافة أكبر ضمن حدود بعض الدول الخليجية. فقد وجدت هذه الثروة الطبيعية ملاذا جديدًا، خصوصًا في سلطنة عمان ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعمل الحكومات والجهات ذات الصلة بنشاط لحمايتها وإعادة توطينها.
تعايش نوع "Oryx leucoryx"، كما يعرف علميًا، بشكل رئيسي في سهول رملية مفتوحة وأودية خصبة ومترامية الأطراف مليئة بالحصباء والحصى الناعم. إنه يستغل أيضًا التربة الجوفية الرخوة عند ظهور المياه عقب الأمطار الغزيرة، وهو سلوك يساعد على زيادة فرص اكتشاف الطعام الوفير المؤقت هناك.
وبينما يبدو الوقت الحالي أكثر ايجابية بالنسبة للمها العربي نتيجة لمبادرات الحفظ الدولية، إلا أنه ما زالت تحديات كبيرة قائمة أمام استمرارية وجود هذا الحيوان الشهير. إن مراقبة حركة سكاناته الداخلية ومدى تأثرها بالتغيرات المناخية المستمرة والنظم البيئية الدقيقة هي ضرورة ملحة الآن لتحقيق مستقبل آمن له ولبيئتنا المشتركة.
