إن ذكر وحيدات القرن غالباً ما يرتبط بالأساطير والخرافات القديمة، لكن الحقيقة العلمية تكشف جانباً مختلفاً لهذه الكائنات. رغم الشهرة التي اكتسبتها عبر القرون بسبب قرونها الواحدة الواضحة والمذهلة، فإن الوحيدات حقيقية ولكنها نادرة الوجود بالفعل. هذه الأنياب ليست مجرد إبداعات فنية خيالية؛ فهي جزء طبيعي من عائلة الخيل.
في الواقع الحيوي، تُعرف وحيدات القرن باسم "ريينو"، وهي نوع فرعي من الفيلة الأفريقية. يتميز هذا النوع بحاجز قرن واحد كبير ينمو فوق وجهه مباشرةً. ومع ذلك، يُعتبر وجود الوحيدات في البرية أمراً نادراً للغاية نظراً لندرة الصفات الوراثية اللازمة لتطور مثل هذا الهيكل الفريد. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت هذه الحيوانات لصيد غير قانوني واستنزاف بيئاتها الطبيعية مما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة.
على الرغم من كونها أقل شيوعاً بكثير مقارنة بفصائل الفيلة الأخرى، فقد نجحت بعض الجهود المستمرة في جهود الحفاظ البيئي والحماية القانونية في تضمين وحيدات القرن ضمن قائمة الأنواع المحمية دولياً ومنع المزيد من الانقراض المحتمل لها. وبالتالي، بينما ظلت تلك الصورة الجذابة لوحدات القرن كرمز للأشياء الغامضة والتاريخية لفترة طويلة جدًا، إلا أنها الآن تحمل أيضاً معنى عميق للحياة البرية المعرضة للخطر والتي تستحق الاحترام والعناية الخاصة.
