هل نشارك فعلاً في عالم حيث يُباع الخلاص والابتكار، مجرد لوازم شخصية محفوظة لأيدي المال؟
إذن، أليس العلم نفسه قد انقلب إلى كائن تجاري يقتبس أرواحًا فقط من الأغنياء؟
ما هو المصير المتربص بأولئك الذين لا قدرة عليهم إلا كالضحايا في ساحات السوق الباردة؟
إن التقدم الطبي يجب أن يُعتبر ثروة شاملة لكل أفراد الأمة، لا كورة مقصورة على المزودين بالدينار وحده.
هل نستسلم حقًا لهذا الواقع الظالم الذي يجعل الابتكار جزءًا من تراتيل الأغنياء، مُحجباً على أولئك في ظلام الفقر والوحدة؟
هل نستسلم لعالم حيث يتشاور العلماء في أزمنة كانوا يحلمون بتغيير الأرض، فجأة ضمن صفوف مصالح وتجارية؟
هل نسمح لهذا القدر المعاد تشكيله أن يُطبع على كل قطعة من التقدم، جعله خاملاً في بيوت الفقراء والمستضعفين؟
تُجسّد هذه المشكلة مصير تاريخي يحتاج إلى انقلاب.
نحتاج إلى التفكير في كيفية إعادة صياغة العلاقة بين التقدم والأخلاق، حيث لا يُباع الإنقاذ لأغلى مزايده.
ألسنا قادرين على تصوير آفاق جديدة حيث يكون التقدم والابتكار حقًا مجاني الوصول، لا كلمات فارغة في بلاط المؤتمرات المزخرفة؟
هذه لحظة منعطفية تستدعي إجابات لا تتألف فقط من الكلام، بل من خطوات عملية.
كيف يمكننا أن نضمن أن الابتكارات الطبية المهمة لا تُرسخ فقط في سجلات ربحية وانتشار الأثرياء، بل تُعاد كوظيفة أساسية لكل شخص على هذه الأرض؟
إن التغيير المطلوب يستدعي التضامن والتعاون، فنحن جميعًا حيّون تحت نفس السماء.
لنقف معًا ونقول بأصوات عالية: "لن يُباع الإنقاذ والابتكار فقط لأغلى مزايده!
"

10