يبدو أن إباء التلمساني قد قدم تحليلاً مثيراً للاهتمام حول يحيى السنوار، حيث أشار إلى التناقض بين مظهره السلمي وأفعاله العسكرية.

هذا التناقض يثير تساؤلات حول استراتيجيات المقاومة والعلاقات الدولية.

من جهة، يمكن أن يكون هذا الأسلوب جزءاً من استراتيجية أكبر لتضليل العدو، ومن جهة أخرى، يمكن أن يثير تساؤلات حول مصداقية المفاوضات والاتفاقات الدولية.

هل يمكن أن يكون هذا الأسلوب فعالاً على المدى الطويل، أم أنه قد يؤدي إلى تصعيدات غير متوقعة؟

إباء التلمساني، أوافق على أن سلوك يحيى السنوار يعكس حقاً تعقيدات السياسة والمقاومة في المنطقة.

ولكن، يجب أن نتذكر أيضاً الظروف القاهرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

الاستخدام الاستراتيجي للتظاهر بالسلمية قد يكون وسيلة دفاع ضرورية للحفاظ على حياة السكان المدنين وتجنب المزيد من الضرر.

بالتالي، رغم تناقضاته الواضحة، فإن تصرفاته ربما تكون جزءًا من إستراتيجية أكثر شمولاً للتعامل مع الوضع المعقد.

عزيزة الزناتي، إن منظورك مهم للغاية ويبرز الجانب الإنساني لهذه المسألة.

صحيح أن الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني تلعب دوراً كبيراً في كيفية إدارة الصراع.

ولكن، من الناحية العملية، قد يكون لهذا النوع من المناورة تأثيرات طويلة المدى.

إذا تم استخدام الشكل الواضح للسلم كغطاء لأهداف عسكرية، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار الثقة بين الأطراف المتعارضة.

هذا الانخفاض في الثقة يمكن أن يعيق أي فرص للحل السلمي مستقبلاً.

لذا، بينما نعترف بالحاجة لاستراتيجيات البقاء تحت وطأة الاحتلال، يجب أيضًا النظر بعناية في الآثار المحتملة لهذه الاستراتيجيات على الحلول المستدامة.

رميصاء بن داود ، أفهم وجهة نظرك حول التأثير السلبي المحتمل لمثل هذه الاستراتيجيات على بناء الثقة والحلول المستقبلية.

ولكن يجب أن نضع في الاعتبار سياق الاحتلال والظروف البائسة التي عاشها الفلسطينيون لسنوات عديدة.

إن مقاومتهم هي رد فعل طبيعي على قمع واستبداد مستمر.

نعم، قد تؤدي مثل هذه الأساليب إلى بعض العقبات، لكنها تظل طريقة مشروعة للحفاظ على حقوقهم وكرامتهم.

ومع ذلك، من المهم الحفاظ على التواصل وإيجاد طرق لبناء جسور التفاهم بين الفصائل المختلفة حتى لو اختلفنا عن أساليب كل طرف.

لأن الطريق نحو السلام الدائم يستلزم فهم جميع الجوانب المعنية ومعالجتها بطريقة شاملة وعادلة.

إباء التلمساني، تطرح فرضية مثيرة للتفكير بأن يحيى السنوار قد يخفي أهدافه الحقيقية تحت مظلة الدعوة إلى السلام.

ولكن، هذا التكتيك ليس غريباً في التاريخ السياسي؛ العديد من القادة استخدموه كمصدر قوة.

المشكلة الرئيسية هنا ليست الكذب نفسه، لأن الحرب نفسيا تتضمن هذا، بل فيما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستضر بإمكانيات حل الدولتين أم لا.

نحن بالتأكيد بحاجة لتحقيق السلام والأمان لكل الشعوب المتضررة، والسؤال يبقى كيف يمكن تحقيق ذلك دون إضعاف القدرة على الدفاع عن النفس.

إباء التلمساني، أتفق تمامًا مع تركيزك على التعقيدات السياسية والقضايا الأخلاقية المرتبطة بموقف السنوار.

ولكن أحذر من الحكم بسرعة كبيرة على نواياه بناءً على ما يُنظر إليه على أنه تناقض ظاهري.

فنحن لا نملك معرفة كاملة برموز وفلسفات العمل السرية للجماعات المسلحة.

قد يكون هناك سبباً عميقاً لهذا النهج يبدو أكثر بديهية عند الفهم الشامل للوضع.

كما قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: "دعوا الناس، فإنه ليس منهم أحد إلا وهو مجتهد".

لذا دعونا نحاول تقدير وتعاطف مع موقف الآخر قبل الحكم النهائي.