من الوفدين العراقي والفلسطيني: رؤية حول المفاهيم الثنائية ودور السعودية في بناء السلام

اختار العراق حضور قمة جدة برعاية المملكة العربية السعودية بينما غابت السلطة الفلسطينية عنها.

يتبين لنا أن الاختلاف يكمن في تركيبة الوفود؛ فالوفد العراقي يحمل طيفاً واسعاً من الجهات السياسية بما فيها السنة والكرد الذين لديهم روابط وثيقة بالسعودية بالإضافة إلى الشيعة الموّالين لإيران.

رغم هذه التناقضات، إلا أن البعض من المثقفين المعتدلين منهم بدأ يفضّل منهجية الرياض التي تعمل على تحقيق توازن إقليمي مقارن بإيران وتركيا اللذان يسعيان لتحقيق أجنداتهما الخاصة دون اعتبار للأمان العربي العام.

وتمتلك السعودية القدرة الفعلية للتأثير داخل نصف العراق تقريبًا.

ورغم ذلك، فإن هناك جهود مبذولة حالياً لبناء عراق جديد يُشمل كافة شرائحه دون تمييز، وذلك لإرساء الاستقرار وإنهاء دوامة العنف الدائر منذ سنوات طويلة.

وهذا الأمر مؤكد عبر المشاركة الناجحة للوفد العراقي المقترن بقواعد اللعبة الجديدة لصناعة التركيبة السياسية المحلية.

ومن منظور آخر، يبدو أن بلورة هذه الهوية الوطنية المتنامية ستكون لها اليد العليا ضد النفوذ الأجنبي وميليشيات إيران المرتبطة بها بشكل خاص.

وبالتالي فإن إمكانية نجاح خطوة الملك السعودي تتمثل تحديدًا في توحيد الصفوف الداخلية أولًا وبعدها التعامل بحكمة خارجياً.

وفي النهاية، يمكن اعتبار مشاركة الجانب العراقي نقطة تحول نحو مستقبل أفضل لكل المنطقة وليس للعراق وحده فقط.

#Bento

12 Komentar