إختيارك أن تكون عبداً لشيء ما طواعيةً هو حرية، بل في الحقيقة إنني لا أرى مجالا آخر للحرية إلا في العبودية وإن بدا للناس أنهما مفهومان ينقض بعضهما بعضا، وأقول هذا لأننا نحن كبشر لسنا أحرارا كما نعتقد..على الأقل ليس بشكل كامل! فقد كانت غاية خلقنا إبتداءًا هي أن نعبد الله لا نشرك به شيئا ونكفر بغيره من المعبودات فحياتنا مبنية على العبودية أصلا،
•قال تعالى{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} سورة الذاريات: 56
•وقال تعالى أيضا وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ)سورة الأعراف: 172.
أما حريتنا فهي لا تتعدى ما سبق لأننا لا نختار إلا ما هو موضوع لنا مسبقا لكي نُختَبر فإما أن نَعبد الله سبحانه وتعالى ونقدسه ونحبه ونشكره ونخافَه أو نعبد الخرافات من ديانات أخرى أو نعبد النفس والهوى أو نعبد البشر أو أي طاغوت كيفما إختلفت ألوانه، ولكن طبعا العبودية ليست دائما دالة على الحرية فيمكن أن يُجبَرَ الناسُ بالقهرِ أن يكونوا عبيدا رغم أن هذا لن يكون إلا شكليا وستبقى حريتهم دوما مسرورة في قلوبهم.
ولا يغرك من يدعي الحرية فهو منفلت فحسب وليس حرا تماما بل هو مخير في هل يتقيد بقيود الإسلام التي شرعها ربنا تبارك وتعالى أو أن يتقيد بهواه أو بدين آخر، فلو كان حرا فعلا لما كان بحاجة للماء والطعام والهواء ولكان منيعا ضد المرض والإصابة ولما حركته غرائزه وشهواته ولكان قادرا على خلق ما يشاء ولحرر نفسه من أن يكون عبدا للأشياء، فهو عبد لا محالة بل حتى مطعمه ونومه عبادة فأين المفر؟

13 टिप्पणियाँ