رؤية مبتكرة: تعزيز الإبداع في البيئات التعليمية من منظور شامل

في ظل تركيز المناظرتين السابقتين - حول التعليم والتكامل بين الحداثة والتقليد - أرى فرصة هائلة لربط الجانبين ببعضهما البعض.

إن الجمع بين منهج تعليمي يدعم الإبداع والفردية (كما اقترحه النقاش الأول) وبين الاحترام للقيم الثقافية والحفاظ عليها (مثلما سلط عليه الثاني الضوء)، يمكن أن يخلق نهجا ثنائيا لمستقبل التعليم الأكثر جاذبية واستدامة.

فنحن بحاجة لإيجاد طريقة لتحويل المدارس والقاعات الدراسية إلى مساحات تستقطب التجريب والاستكشاف الحر؛ مكان يسمح فيه الشباب بالتعبير عن أفكارهم وقدراتهم الفنية، ومع هذا كله يبقى ملتزمًا بالقيم الروحية والمعنوية لدينا.

هذه ليست مهمة سهلة، لكنها ممكنة.

إذا أخذت مدارسنا بعين الاعتبار القصص التاريخية والثقافية الغنية والتي تحتضن الخيال والأفعال الإبداعية -كالقصّة الشهيرة لعبدالله بن حماد الشيب الرمادي الذي جمع بين العقلنة والشجاعة- يمكن لنا حينذاك خلق جيلاً قادر على الوصل بين الروحانية الإنسانية وعقلانية عصرنا الحديث.

إن هدفنا إذن هو تصميم تجارب تعليمية تحترم التجارب الماضية وتفتح آفاقاً جديدة للإبداع وحلول طموحة للمشكلات المستقبلية.

بهذه الرؤية، سيكون تلاميذ اليوم هم الذين يقودون الغد بمزيج متوازن ومتماسك من القديم والجديد.

12